- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
دوام الاتصال بالله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب من تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء:
حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء".
أيها الأحبة الكرام:
جهد البلاء: هو كل ما أصاب المرءَ من شدة ومشقة وما لا طاقةَ له به، وهو ما يسوء الإنسان من البلايا والمحن التي تنزل به. فكل ما أصاب الإنسان من شدّة المشقّة والجهد مما لا طاقة له بحمله ولا يقدر على دفعه عن نفسه فهو من جهد البلاء.
درك الشقاء: المراد؛ التعوذ من أن يدركه الشقاء ويلحقه.
أما سوء القضاء: فهو أن يستعيذ العبد بالله من القضاء الذي يسوؤه ويحزنه، فلا يتعرض للبلاء الذي يوقعه في المعاصي والشرور.
وأما الاستعاذة بالله من شماتة الأعداء؛ فالأعداء يفرحون بما ينزل على الشخص من مكروه وسوء ومحنة.
أيها المسلمون:
هكذا علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم، أن نقول ونتعوذ، فالمسلم لا يعتمد على نفسه في صرف الأحزان أو في دفع الأعداء، فأمره كله موكول إلى الله خالقه، فهو لا يعيش بدون الاتصال به، ولا يعرف للحياة طعما بغير رضاه، ولا يعرف نصرا بدون التوجه إليه بالدعاء، فلا يمكن لمن ادعى أنه يريد تغيرا لواقع الأمة اليوم أن ينتصر وهو يعتمد على قوته البدنية أو الفكرية؛ بل لا بد من ربط التغيير بالله الخالق المدبر، فأين أنتم يا قادة الأحزاب والجماعات؟ لماذا تتجاوزون الأحكام؟ لماذا تنحّون القرآن؟ أرضيتم بالحكام الأنذال بدل الخليفة؟ أرضيتم بدساتير الكفر بدل القرآن؟ فما متاع الحكام في الآخرة إلا إلى زوال.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم