- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
فهل من مشمِّر للتضحية؟!
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في باب حجبت النار الشهوات:
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره"
أيها الأحبة الكرام:
من طبيعة الإنسان أنه يألف الراحة ويسير مع الغرائز ويميل إلى الكسل، ومن طبيعته أيضا أنه يأنف من التعب والمشقة والعناء والمكاره، ويميل إلى التهرب منها، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد له الخير، إذ أن هذه الدار دار نصب وتعب، دار جهد وعمل، هكذا قدر الله سبحانه وأراد؛ ليكون الجزاء في الآخرة راحة حقيقية وطمأنينة ودعة.
أيها المسلمون:
كثير من الناس - حتى من أبناء هذه الأمة الكريمة - لا يفهم هذه المعادلة، فترى البعض – وللأسف - لا يدرك أن وصوله إلى الجنة متوقف على المشقات والأعمال وعلى الالتزام بقوانين الله وأحكامه حتى لو خالفت ما يرغب، وبقدر ابتعاده عن المشقات واتّباعه للشهوات يكون اقترابه من النار، فهو في غفلة عن الآخرة بسبب جهله هذا. فيا أمتي هذه الجنة بالانتظار، تنتظركِ فهل من مشمِّر للتضحية بالوقت والجهد والمال؟ هل من مشمِّر للعمل وقد أصبح العمل واجبا بعد أن غاب حكم الله في الأرض؟ هل من مشمِّر للعمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة دولته وإعادة مجده وعزته؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم