- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
حب الرسول والإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَال أخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُون أحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ" (صحيح مسلم)
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يفصل هذا الحديث الشريف ويبين أمور مهمة متعلقة بحب الله سبحانه وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وما معنى حبهما في حقه ، فهنا يقسم صلى الله عليه وسلم بمن نفسه في يده ألا وهو الله سبحانه وتعالى، وهو قسم عظيم يبين ما في الأمر من قوة وحزم، فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام ربط في هذا الحديث الشريف بين الإيمان وحب الله ورسوله، فالمعلوم أن أغلى ما عند الإنسان هو آباءه وأبناءه، فالإنسان السوي يقدم أبناءه على نفسه ويعطيهم ما يحرم منه نفسه بل ويضحي بأمور عظيمة من أجلهم، وفي الطرف الآخر فإن الأب الذي ربى ابنه وحرص على رعايته يصبح ابنه في علاقة قوية جدا معه حتى يصل لمرحلة التضحية بأشياء عظيمة من أجله، وهذه لفتة دقيقة لمن يعي معنى حب الأب والابن، فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن من أراد أن يصل إلى قمة الإيمان فعليه أن يفضل الله ورسوله على أشد من يحب، ويجعل حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الله سبحانه وتعالى أكبر من هذا الحب حتى يصل إلى الإيمان الكامل.
إن حب الله سبحانه ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في مشاعر فقط بل إنه يتجسد في أمور كثيرة، منها الالتزام الكامل بشرع الله سبحانه وتعالى وتقديم الله ورسوله وأوامره على كل شيء وشخص، حتى لو كان هذا الشخص أقرب الناس عليه وهم آباؤه وأبناؤه، فلا يركن إلى الدنيا ومغرياتها ويحرص كل الحرص على تطبيق أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بالأفعال، فالله نسأل أن نكون ممن يحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن يرفعنا إلى أعلى الدرجات ويسهل لنا أمورنا لنتقرب إلى الله بالإيمان الخالص. اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله