- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كيفية الاستعداد للموت
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني –بتصرف- في باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك:
حدثني موسى بن مسعود حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك".
أيها الأحبة الكرام:
قال ابن الجوزي مؤكدا هذه الحقيقة: "معنى الحديث: أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة، والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية». ولكن رغم ذلك فالحديث هنا يشير إلى حقيقة أن الالتزام بالطاعات هو سبب لدخول الجنة، وأن اجتناب الموبقات هو سبب لدخول النار، فترى المسلم التقي يسارع في الطاعات مطمئنا، يقوم بها بسهوله ويسر، بينما من لم يطمئن صدره بها يستخف بالأحكام ويتكاسل عنها.
أيها المسلمون:
هنا دعوة، ألا يحتقر الإنسان أي طاعة ولا يستقلها، بل يسارع في الخيرات والأعمال الطيبة، فالجنة قريبة قريبة، أقرب من شراك النعل، وأي زمان الأمة فيه أحوج للعمل الصالح من هذا الزمان؟ وأي وقت الأمة فيه أحوج للعمل والطاعة من هذا الوقت؟ لا شك أن ما تعيشه الأمة اليوم يحتاج للطاعة والعمل والجهد والعطاء والتضحية، فهذا وقت العمل، وهذا أوان التضحية، فما بقاء الأمة بعد زوال إسلامها من الوجود؟ وإلا فالموت يتربص بنا في كل وقت وحين، فلنتربص له بالطاعات، بل بخير الطاعات ألا وهو العمل مع العاملين لإعادة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، لا سيما أن هذا زمانها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم