- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره".
حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوّل بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: "أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة".
أيها الأحبة الكرام:
لا شك أن التخفيف في الصلاة على المسلمين في الفرائض وغير الفرائض أمر مطلوب، وقد علله الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة"، فانظروا يرحمكم الله إلى رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته، يخاف عليهم أن يفتنوا في دينهم فيتركوا صلاتهم، ويبتعدوا عن دينهم لأمر بسيط هو الإطالة في الصلاة، فغضب أشد الغضب عندما علم أن فلانا يطوّل فيها.
أيها المسلمون:
إذا كان رسولكم الكريم صلى الله عليه وسلم غضب واشتد غضبه لأمر كهذا، فكيف بالله عليكم سيكون غضبه عليه الصلاة والسلام وقد أصبحت الأمة بأكملها تعيش في مستنقعات الكفر، مستنقعات الرأسمالية والديمقراطية والعلمانية؟ كيف سيكون غضبه عليه الصلاة والسلام وقد أصاب الأمة من رأسها إلى أخمص قدميها ما أصاب الأمم من قبلها؟ كيف سيكون غضبه عليه الصلاة والسلام وقد اجتمع الكفر عليها كاجتماعهم على القصعة؟ لا شك أن غضبه كبير كبير، فمتى تستفيق الأمة وتعود إلى رشدها وتعمل لتغيير هذا الواقع؟ متى ستنتفض وتخلع رداء الخوف وتصيح بأعلى صوتها: لبيك يا رسول لبيك يا رسول الله؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم