- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً سلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه منها لم يفِ" متفق عليه.
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشخاص لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا ينظر إليهم؛ لعظم الإثم الذي وقعوا فيه، وهم ثلاثة:
الأول: شخص وضع الله تحت يده خيراً ينتفع به الناس ويستفيد منه كثيرون وجعله عليه، وعندما أتاه من يطلب الخير منه وهو يعلم أنه بحاجة إليه منعه عنه حباً بما بين يديه، أمثال هذا لا ينظر الله تعالى إليهم نظر رحمة ولطف يوم القيامة وأعدّ لهم عذاباً أليماً. مثل هذا من وجد على خيرات الأرض، ومنها الماء وما شاكله، فمنع الناس عنها، وحصر خيرها بمن أحب ورغب، مع أن للناس حقاً فيها من الله تعالى ملك الأرض وما عليها.
الثاني: هو التاجر الذي يكذب مقسماً بالله تعالى حتى يستنفع ويربح غاشاً للناس ومضللهم، أمثال هذا التاجر الذين يحلفون بالله كذباً في بيعهم يريدون منفعة زائلة حق عليهم غضب الله تعالى في الآخرة، فهم ممن اشترى الحياة الدنيا بالآخرة.
الثالث: هو المنافق الساعي إلى دنيا هينة عند الله، فهو يتبع من ينفعه في هذه الدنيا ويترك النعيم الأبدي الباقي، هذا إخلاصه وولاؤه لمنفعته فقط، أينما منفعته فثم ولاؤه. أمثال هذا منافقون هاجروا إلى دنيا يصيبونها فخسروا أجر الآخرة، غير الصالحين والمصلحين الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. عليه تجد بعضاً من الناس يوماً معك ويوماً عليك، لا اتباعاً للحق وبحثاً عنه، بل لاختلاف المنفعة تبعاً لوجودها أو انقطاعها عندك، هؤلاء بقاؤهم حولك مرتبط بمصالحهم الدنيوية وكذلك انصرافهم عنك، أمثالهم لا يعول عليهم ولا يُركن لهم ولا تُقبل منهم أعمالهم في الآخرة حيث تكون عليهم حسرة وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
الله نسأل أن لا نكون إلا يداً معطاءة للخير غير مانعة له، وأن نصدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين إذا عملنا أو قلنا، وأن نكون ممن يعطون الميثاق، وفيين لمن ولي أمرنا على الحق، سائرين معه وناصحين له وآمرينه بالمعروف ناهينه عن المنكر، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)