- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ" رواه مسلم
جاء في شرح سنن النسائي للسندي
قَوْله صلى الله عليه وسلم: (جُنَّة) أَيْ كَالتُّرْسِ، قَالَ الْقُرْطُبِيّ: أَيْ يُقْتَدَى بِرَأْيِهِ وَنَظَرِهِ فِي الْأُمُور الْعِظَام وَالْوَقَائِع الْخَطِيرَة وَلَا يَتَقَدَّم عَلَى رَأْيه وَلَا يَنْفَرِد دُونه بِأَمْرٍ
وقَوْله صلى الله عليه وسلم: (يُقَاتَل مِنْ وَرَائِهِ) قِيلَ الْمُرَاد أَنَّهُ يُقَاتِل قُدَّامَهُ فَوَرَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى أَمَام وَلَا يُتْرَك يُبَاشِر الْقِتَال بِنَفْسِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ تَعَرُّضه لِلْهَلَاكِ وَفِيهِ هَلَاك الْكُلّ، قُلْت وَهَذَا لَا يُنَاسِب التَّشْبِيهَ بِالْجُنَّةِ مَعَ كَوْنه خِلَاف ظَاهِر اللَّفْظ فِي نَفْسه فَالْوَجْه أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ يُقَاتِل عَلَى وَفْق رَأْيه وَأَمْره وَلَا يُخَالَف عَلَيْهِ فِي الْقِتَال فَصَارَ كَأَنَّهُمْ خَلْفه فِي الْقِتَال وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم
وقَوْله صلى الله عليه وسلم: (وَيُتَّقَى بِهِ) أَيْ يَعْتَصِم بِرَأْيِهِ أَوْ يَلْتَجِئ إِلَيْهِ مَنْ يَحْتَاج إِلَى ذَلِكَ.
وجاء في شرح سنن النسائي للسيوطي
قَوْله صلى الله عليه وسلم: (وَيُتَّقَى بِهِ) أَيْ شَرّ الْعَدُوّ وَأَهْل الْفَسَاد وَالظُّلْم
وقَوْله صلى الله عليه وسلم: (فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّه وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا) قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَيْ أَجْرًا عَظِيمًا فَسَكَتَ عَنْ الصِّفَة لِلْعِلْمِ بِهَا، قُلْت: فَالتَّنْكِير فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ
وجاء في صحيح مسلم بشرح النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْإِمَام جُنَّة) أَيْ: كَالسِّتْرِ؛ لِأَنَّهُ يَمْنَع الْعَدُوّ مِنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ، وَيَمْنَع النَّاس بَعْضهمْ مِنْ بَعْض، وَيَحْمِي بَيْضَة الْإِسْلَام، وَيَتَّقِيه النَّاس وَيَخَافُونَ سَطْوَته، وَمَعْنَى يُقَاتَل مِنْ وَرَائِهِ أَيْ: يُقَاتَل مَعَهُ الْكُفَّار وَالْبُغَاة وَالْخَوَارِج وَسَائِر أَهْل الْفَسَاد وَالظُّلْم مُطْلَقًا، وَالتَّاء فِي (يُتَّقَى) مُبْدَلَة مِنْ الْوَاو لِأَنَّ أَصْلهَا مِنْ الْوِقَايَة.
مستمعينا الكرام
حقاً إن الخلافة ستر يمنع العدو من إيذاء المسلمين نطق بذلك سيد الصادقين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصدق ذلك أيضاً الواقع فمنذ أن غابت دولة الخلافة وشرار الخلق وأضعفهم يتجرؤون على الأمة الإسلامية فقتل وتدمير في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها ولا راد لصنيعهم ولا يرد عدوانهم ويعيد للأمة هيبتها ومجدها إلا دولة الخلافة فما أحوجنا في هذا الزمان وفي كل زمان لخليفة نتقي به ونقاتل من ورائه.
مستمعينا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.