الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - ماذا بقي للمسلم عندما يفضل الموت على الحياة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

ماذا بقي للمسلم عندما يفضل الموت على الحياة؟!

 

 

 

  نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلَّا الْبَلَاءُ". رواه مسلم.

 

أيها الأحبّة الكرام:

 

   لا شكّ أن الدنيا دار ابتلاء، فكل ما فيها فتنة، فأموالها فتنة ونساؤها فتنة، وكل شهوة فيها فتنة، وهذا قائم في جميع العصور مذ آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة، ولقد أهلك الله الأقوام السابقة واستأصلهم بغرق أو قصف أو صعق عقوبة لهم، وأبقى على بعض عقوبات أصابت هذه الأمة الكريمة، كالبلايا والزلازل والبراكين وغيرها، تصيب الناس الصالحين وغير الصالحين، بسبب سكوتهم عن الخلل. وقد زلزلت الأرض زمن عمر رضي الله عنه، فقام وخطب في الناس قائلا: "يا أيها الناس، ما هذا؟! ما أسرع ما أحدثتم! لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً"، وقال كعب: "إنما تُزلزَل الأرض إذا عُمل فيها بالمعاصي، فترعد خوفاً من الربّ جلّ جلاله أن يطّلع عليها".

 

أيها المسلمون:

 

  عندما يتمنى الحي أن يكون مكان الميت فهذا من عظيم البلاء، وعندما يفضل الحيّ الموت على الحياة فهذا من عظيم البلاء، فمن ينظر لواقع المسلمين في هذه الأيام يرى بوضوح لا غبش فيه، أن هذه الأمة ابتليت بكوارث أشد وأكبر من الزلازل والبراكين، ابتليت بحكام عملاء خانوا أمتهم وأهدروا كرامتها، وملئوا السجون بأبنائها، حاربوا القرآن والإسلام، وألغوا الجهاد، واتخذوا اليهود والنصارى أولياء، فماذا بقي لها بعد أن أصبح رغيف الخبز هو القضية؟ ماذا بقي لها بعد أن تمرغت في وحل الوطنية والقومية والتمزيق؟ ماذا بقي لها وقد غاب قرآنها عن حياتها، وقد غابت خلافتها عن الوجود، ولم يعد لها خليفة تستنصره، نعم؛ حكام سكروا حتى الثمالة في الدعارة والمجون وقمع الشعوب، حتى صار الرجل من شدة البلاء يقف على قبر الميت يتمنى لو أنه مكانه.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالإثنين, 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع