- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أمراء السوء وبراءة الرسول صلّى الله عليه وسلم منهم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَغْشَاهُمْ غَوَاشٍ مِنَ النَّاسِ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ مِنِّي بَرِيءٌ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي» (صحيح ابن حبان 285 )
أيها الأحبّة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف من الأحاديث التي تُنبئ بما سيحدث، وبماذا نسلك بعدها. الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبرنا بأنه سيصل إلى سدة الحكم أناس ليسوا بأهل له، وليسوا يخشون الله سبحانه وتعالى، ويخبرنا بأنه سيعينهم أناس ويكونون معهم ويشرعون أعمالهم، وهؤلاء ليسوا من أهل السنة ولا يسيرون على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الملفت هو تكرار الكلمة بصيغتين، أن هؤلاء ليسوا من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمين، لبعدهم عن الاستقامة، وليس الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط من يبرأ منهم، بل كل من اتبعه. فهذا الأمر يخرج الحكام وأعوانهم من موالاة المسلمين، ويجب على المسلمين الإنكار على الحكام وبطانتهم التي تعينهم على ظلمهم.
في الشطر الآخر من الحديث يخبرنا الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يجب علينا فعله، وهو عدم التصديق بما يقومون به من أعمال وأقوال تخالف الشرع، وعدم تقديم العون لهم، بل الوقوف أمامهم والإنكار عليهم بتغيير المنكر الذي يفعلون بحد الاستطاعة، وهؤلاء يردون الحوض بسيرهم على هدى الرسول صلى الله عليه وسلم.
الله نسأل أن يعيننا على قول الحق، والإنكار على الظلمة وأعوانهم، وأن يغير حالنا إلى ما يحب ويرضا، ويجعلنا ممن يردون الحوض على الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)