- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رسالة إلى العلماء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «َمَنْ لَزِمَ السُّلْطَانَ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنْ السُّلْطَانِ دُنُوًّا إِلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا». رواه أبو داود برقم 2859.
أيّها الأحبّة الكرام:
ليس المقصود من ذكر هذا الحديث ضرب العلاقة بين العالِم والأمة، بل المقصود تنبيه الأمة لحقيقة وواقع العلماء وما يجب أن يكونوا عليه، فعلى الأمة أن تحذر من علماء السلاطين، فلا تتّبع العالِم لمكانته أو لشخصيته؛ بل لعلمه ولثقتها به، وقد حذر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كثيرا في أحاديث عديدة من علماء السوء أيّما تحذير نظرا لخطورة الدور الذي يقومون فيه، فالأصل في العلماء أنهم صمام الأمان للأمة يبينون لهم الحق من الباطل ويأخذون بيدها لبر الأمان وجنان الرحمن.
أيها المسلمون:
لعل أخطر ما وقع به علماء السلاطين هذه الأيام أنهم تعاملوا مع الأمة على أساس تقسيمات سايكس بيكو، فرسخوا الوطنية والقومية كما أراد أعداء الأمة، فوقف كل عالم مع حاكم بلاده يفتي له على ذهب المعزّ وسيفه في بدعة لم تعرفها الأمة من قبل، حتى صار العالِم ظلّ الحاكم ويده اليمنى التي يبطش بها، فبينما كان الخليفة في الماضي يحسب للعالِم ألف حساب وحساب، أصبح العالم اليوم يخشى الحاكم كخشيته لله أو أشد خشية، فأفتى بعضهم بجواز الصلح مع يهود، وبجواز الاستعانة بأمريكا لاحتلال العراق، وبجواز الانتخابات النيابية، وتعاملوا مع الواقع المعاش بكل وطنية مقيتة وقومية نتنة، نعم هذا نداء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إليكم أيها العلماء: أن قوموا وانفضوا عنكم غبار التبعية للحاكم وقفوا موقف العز بن عبد السلام.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم