- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ساعة وساعة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُم، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» (صحيح مسلم 5066)
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بحال الناس، وخاصة المسلمين، حيث تشغلهم أهتمامات كثيرة، وتتعدد عليهم الأحوال باختلاف الزمان والمكان، فعندما يكون المرء في جو إيماني مشبع بالروحانيات والأفكار الإسلامية يكون منسجمًا مع الحال متفاعلاً فيه، وما إن يخلو الجو حتى يكون في حال آخر، فمن الطبيعي أن يتأثر بما يحيطه. وهذا ليس شذوذاً أو ازدواجية، وإنما تفاعل طبيعي محقق للإنسان.
في هذا الحديث يخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام بهذا الأمر، ولا يستهجن أو يستنكر حالنا، بل يقرّ بطبيعتنا البشرية. كما أن الإنسان يستطيع تشكيل نفسه طبقاً لما يريد ويرغب، ما عليه سوى دوام استحضار الحكم الشرعي، حتى يكون نفسية وعقلية إسلامية عند السلوك، ما يعني أن يضبط نفسه وسلوكه بالأحكام الشرعية، ليصبح الإسلام قيادته الفكرية، ويصبح شخصية إسلامية.
لهذا كان معنى الحديث أننا لو كنا كما نكون عنده طول الوقت لصافحتنا الملائكة وحمدتنا، لكن يخبرنا الحبيب أن نترك فسحة لأنفسنا نتفرغ لأحوالنا، مع ضبطها بالأحكام الشرعية، لأن هذه الفسحة تروح عن النفس وتعينها على الجد والاجتهاد وألا تكل.
الله نسأل أن يعيننا على ضبط أنفسنا، والمحافظة عليها، وتطبيق شرعه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)