- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
صفات الله وحكمتها
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ»
(صحيح مسلم 5087)
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر عن الله عز وجل، وكذلك يحث على أن نكون على ما يحب. فالله تعالى يحب من عباده المدح، ولذلك مدح ذاته وأثنى عليها في القرآن والأحاديث، وفي مدحنا له إقرار بالربوبية وتعظيم لحق الله وفضله علينا. والله تعالى شديد الغيرة، بما يتضمن الكره للفعل الذي يمسّ هذه الغيرة، لذلك كره الله الفواحش، وحرّمها، وكانت مما يغضبه عز وجل. وإن الله يحب أن يُعذر، لذلك أرسل لنا الرسل والكتب ترشدنا، وترفع العذر عنا فيما قصّرنا به، فهو الذي كتب على نفسه ألا يعذّبنا حتى يبعث لنا رسولاً يخبرنا بما يحبه الله وبما لا يرضيه، وقد اختار لنا رسلاً بشراً مثلنا، حتى نستطيع الاقتياد بهم، ونطبق ما رأيناه منهم وسمعناه، لننجو ونكون من الفائزين.
الله نسأل أن يعيننا على القيام بما أمرنا الله به، والالتزام بشرعه، وأن يتغمدنا برحمته، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)