- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الصدق في البيع والبيان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ح وحدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما" حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا همام عن أبي التياح قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، قال مسلم بن الحجاج ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة وعاش مائة وعشرين سنة.
قوله صلى الله عليه وسلم: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما"، أي بين كل واحد لصاحبه ما يحتاج إلى بيانه من عيب ونحوه في السلعة والثمن وصدق في ذلك، وفي الإخبار بالثمن وما يتعلق بالعوضين، ومعنى (محقت بركة بيعهما) أي ذهبت بركته وهي زيادته ونماؤه.
أحبّتنا الكرام
جعل الشرع الإسلامي تنمية الملك مقيدة في حدود لا يجوز تعديها، فحذر الشرع من الدخل الحرام ومن أن يكون الإنسان مأكله حراما ومشربه حراماً، لذلك فعلى من يريد مزاولة التجارة أن يتقيَ الله في نفسه وأن لا يشوب أمواله بالحرام كأن يكذب التاجر على المشتري أو أن يبيع سلعة فيها عيب ما ولا يُعلِم المشتري به.
قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} واتقاء الله مستمعينا الكرام يكون باتباع أوامره واجتناب نواهيه، فلا يأخذنا حب تنمية الملك لاتباع أهوائنا ونسيان ما حرم الله.
واتقوا أن يستدرجكم الله بأموالكم هذه .. فالشرع يعلمنا كيف يكون أحدنا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، وأن لا تكون المصالح هي ما نسعى إليه ولو على حساب مخالفة شرع الله.
فمن المحظور الذي يمكن أن يقع فيه المسلم أن يقدم على التجارة وهو يجهل حلال الله وحرامه في معاملات كهذه. ومع عدم وجود رادع خارجي يحاسب المذنب ويعاقب المخالف يجب أن يكون الرادع والوازع داخلياً.
إن الإسلام يظهر في المعاملات من بيع وشراء وإجارة وعقود وغيرهن من المعاملات فكونوا يا معشر التجار واجهة خير للإسلام.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه للإذاعة: حفيدة عائشة