- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث النبوي الشريف (18)
الاستئذان على البيوت قبل الدخول!!
نُحَيِّيكُمْ جَمِيعًا أيها الأَحِبَّةُ الأجبّة الكِرَامَ فِي كُلِّ مَكَانٍ, نَلتَقِي بِكُمْ فِي حَلْقَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ بَرنَامَجِكُم "مَعَ الحَدِيثِ النَّبوِيِّ الشَّرِيفِ" وَنَبدَأ بِخَيرِ تَحِيَّةٍ وَأزكَى سَلامٍ, فَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ:
رَوَى الإِمَامُ مَالِكُ فِي المُوَطَّأ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم: «الاسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ».
هَذَا الحَدِيثُ الشَّرِيفُ يُدَلِّلُ عَلَى قِمَّةِ البَلاغَةِ عِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَيثُ استَخْدَمَ أُسلُوبَ "الإِيجَازِ بِالحَذْفِ" فَذَكَرَ العَدَدَ "ثَلاثُ" وَحَذَفَ المَعدُودَ "مَرَّاتٍ". وَاستَخدَمَ جُملَتَينِ شَرطِيَّتينِ: حَذَفَ جَوَابَ الشَّرطِ فِي الأُولَى "فَادخُلْ"؛ لِدَلالَةِ جَوَابِ الثَّانِيَةِ عَلَيهِ "فَارجِعْ", وَحَذَفَ فِعْلَ الشَّرطِ فِي الثَّانِيَةِ "لَمْ يُؤْذَنْ"؛ لِدَلالَةِ فِعْلِ الأُولَى عَلَيهِ "أُذِنَ". فَالحَدِيثُ قَبلَ الحَذُفِ كَانَ كَالآتِي: «الاسْتِئْذَانُ ثَلاَثُ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ فَادْخُلْ، وَإِنْ لَمْ يُؤذَنْ لَكَ فَارْجِعْ».
الاستِئذَانُ أدَبٌ رَفِيعٌ يَدُلُّ عَلَى حَيَاءِ صَاحِبِهِ وَشَهَامَتِهِ وَتَربِيَتِهِ الصَّالِحَةِ وَعِفَّتِهِ وَنَزَاهَةِ نَفسِهِ وَتَكرِيمِهَا عَنْ رُؤيَةِ مَا لا يَجِبُ أنْ يَرَى عَلَيهِ النَّاسَ, أو سَمَاعِ حَدِيثٍ لا يَحِلُّ لَهُ أنْ يَستَرِقَهُ دُونَ مَعرِفَةِ المُتَحَدِّثِينَ, أوِ الدُّخُولِ عَلَى قَومٍ وَإِيقَاعِهِمْ بِالمُفَاجَأةِ وَالإِحرَاجِ. وَمَعَ تَقَدُّمِ المَدَنِيَّةِ وَصِنَاعَةِ البُيُوتِ المُقفَلَةِ وَالأبوَابِ المُحكَمَةِ, فَمَا زَالَ هُنَاكَ مَنْ يَدخُلُ دُونَ سَلامٍ, أو يَغشَى غُرفَةَ غَيرِهِ أو يَقتَحِمُ مَجلِسًا دُونَ إِعلامٍ وَاستِئذَانٍ.
وَلِذَلِكَ حَرِصَ الإِسلامُ عَلَى تَقدِيمِ طَائِفَةٍ مِنْ آدَابِ الاستِئذَانِ وَالزِّيَارَةِ. وَالاستِئذَانُ: هُوَ طَلَبُ الإِذنِ فِي دُخُولِ بَيتٍ لا يَملِكُهُ المُستَأذِنُ. وَحُكْمُ الاستِئذَانِ أنَّهُ يَحرُمُ عَلَى الإِنسَانِ أنْ يَدخُلَ بَيتَ غَيرِهِ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ بِاستِئذَانٍ لِقَولِهِ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا). (النور 27)
أمَّا الحِكمَةُ مِنَ الاستِئذَانِ فَهِيَ أنَّ فِي الاستِئذَانِ صِيَانَةً لِحُرُمَاتِ البُيُوتِ, وَعَدَمَ هَتْكِ أستَارِهَا. فَقَد نَهَى الإِسلامُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى دَاخِلِ البُيُوتِ. عَنْ سَهلِ بنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: «اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ, وَمَعَ النَّبِيِّ مِدرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تنظرني لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ. إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ أجل البصر». وَالمِدْرَى: عُودٌ تٌدخِلُهُ المَرأةُ فِي رَأسِهَا تَضُمُّ بَعضَ شَعرِهَا إِلَى بَعضٍ, وَهُوَ يُشبِهُ المَسَلَّةَ. وَقِيلَ مِشْطٌ لَهُ أَسنَانٌ. وَأمَّا صِفَةُ الاستِئذَانِ, فَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ أنَّهُ استَأذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيتٍ فَقَالَ: أألِجُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِخَادِمِهِ: «اخرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاستِئذَانَ, فَقُلْ لَهُ: قُلِ: السَّلامُ عَلَيكُمْ أأدخُل؟». فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكُمْ أأدخُلُ؟ فَأذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ». (رواه أبو داود) وَأمَّا مَكَانُ وُقُوفِ المُستَأذِنِ, فَعَنْ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَستَأذِنُ مُستَقبِلَ البَابِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «هَكَذَا عَنْكَ فَإِنَّمَا الاستِئذَانُ مِنْ أجْلِ البَصَرِ». (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ، أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ». (رواه أبو داود) وَيَنبَغِي إِلقَاءُ السَّلامِ عَلَى أهلِ البَيتِ. قَالَ تَعَالَى: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً). (النور61) وَيَجِبُ عَلَى أهْلِ البَيتِ أنْ يَرُدُّوا التَّحِيَّةَ بِمِثلِهَا أو أحسَنَ مِنهَا لِقَولِهِ تَعَالَى: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا). (النساء 86)
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرحِ صَحِيحِ مُسلِم: أجْمَعَ العُلَمَاءُ أنَّ الاستِئذَانَ مَشرُوعٌ, وَتَظَاهَرَتْ بِهِ دَلائِلُ القُرآنِ وَالسُّنةِ وَإِجمَاعِ الصَّحَابَةِ، وَالسُّنةُ أنْ يُسَلِّمَ وَيَستَأذِنَ ثَلاثًا فَيَجمَعُ بَينَ كِلاهُمَا السَّلامُ وَالاستِئذَانُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ القُرآنُ، وَاختَلَفُوا فِي أنَّهُ هَلْ يُستَحَبُّ تَقدِيمُ السَّلامِ ثُمَّ الاستِئذَانُ أو تَقدِيمُ الاستِئذَانِ ثُمَّ السَّلامُ؟ الصَّحِيحُ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ السنَّةُ وَقَالَهُ المُحَقِّقُونَ أنَّهُ يُقَدَّمُ السَّلامُ فَيَقُولُ: السَّلامُ عَلَيكُمْ أأدخُلُ؟ وَالثَّانِي: يُقَدِّمُ الاستِئذَانَ، وَالثَّالِثُ: هُوَ اختِيَارُ المَاوَردِيِّ مِنْ أصحَابِنَا إِنْ وَقَعَتْ عَينَيِ المُستَأذِنِ عَلَى صَاحِبِ المَنْزِلِ قَبلَ دُخُولِهِ قَدَّمَ السَّلامَ وَلا يُقَدِّمُ الاستِئذَانَ، وَصَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَانِ فِي تَقدِيمِ السَّلامِ. وَيَجُوزُ اعتِمَادُ عَلامَةٍ فِي الإِذنِ. عَنِ ابنِ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «إِذنُكَ عَلَيَّ أنْ تَرفَعَ الحِجَابَ، وَأنْ تَسمَعَ سِوَادِي حَتَّى أنهَاكَ».(رَوَاهُ مُسلِمٌ) السِّوَاد بِالْكَسْرِ: السِّرَار, كَأَنَّهُ جَوَّزَ لَهُ فِي الدُّخُول عَلَيْهِ حَيْثُ يَسْمَعُ كَلَامَهُ وَيَعْلَم وُجُودَهُ إِلَّا أَنْ يَنْهَاهُ. وَلَعَلَّ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الدَّار حُرْمَة, وَذَلِكَ لِأَنَّ ابنَ مَسعُودٍ كَانَ يَخْدُمهُ فِي الْحَالَات كُلّهَا, فَيُهَيِّئُ طَهُوره, وَيَحْمِل مَعَهُ الْمَطْهَرَة إِذَا قَامَ إِلَى الْوُضُوء, وَيَأخُذ نَعْله, وَيَضَعهَا إِذَا جَلَسَ, وَحِين يَنْهَض, فَيَحْتَاج إِلَى كَثْرَة الدُّخُول عَلَيْهِ. قَالَ النَّوَوِيُّ: وَفِيهِ دَلِيلٌ لِجَوَازِ اعتِمَادِ العَلامَةِ فِي الإذنِ فِي الدُّخُولِ. وَعَلَى المُستَأذِنِ أنْ يُخبِرَ عَنِ اسمِهِ. عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: «أتَيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَي دَيْنٍ كَانَ عَلَى أبِي فَدَقَقْتُ البَابَ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقُلتُ أنَا، فَقَالَ: أنَا أنَا كَأنَّهُ كَرِهَهَا». (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ) قَالَ ابنُ الجَوزِيِّ: إِنَّ السَّبَبَ فِي كَرَاهَةِ قَولِ: "أنَا" أنَّ فِيهَا نَوعًا مِنَ الكِبْرِ، كَأنَّ قَائِلَهَا يَقُولُ: أنَا الَّذِي لا أحتَاجُ إِلَى أنْ أذكُرَ اسمِي أو نَسَبَي". وَأمَّا تَثلِيثُ الاستِئذَانِ وَحِكمَتُهُ فَعَنْ أبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أستَأذَنَ أحَدُكُم ثَلاثًا فَلَمْ يُؤذَنْ لَهُ فَليرْجِعْ» (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ) قَالَ ابنُ عَبدِ البَرِّ فِي التَّمهِيدِ: قَالَ بَعضُهُمْ: المَرَّةُ الأولَى مِنَ الاستِئذَانِ: استِئذَانٌ، وَالمَرَّةُ الثَّانِيَةُ: مَشُورَةٌ، هَل يُؤذَنُ فِي الدُّخُولِ أم لا؟ وَالثَّالِثَةُ: عَلامَةُ الرُّجُوعِ, وَلا يَزِيدُ عَلَى الثَّلاثِ.
هَذَا وَيَنبَغِي تَعلِيمُ الصِّغَارَ الاستِئذَانَ مُنذُ أنْ يَبلُغُوا الحُلُمَ. قَالَ تَعَالَى: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ). (النور 59) وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: «كَانَ إِذَا بَلَغَ بَعضُ وَلَدِهِ الحُلُمَ لَمْ يَدخُلْ عَلَيهِ إِلاَّ بِإِذنٍ». (رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدَبِ المُفرَدِ)
وَيَنبَغِي الاستئِذَانُ عَلَى الأُمِّ وَالأَخَوَاتِ قَبلَ الدُّخُولِ: قَالَ ابنُ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: «عَلَيكُمْ أنْ تَستَأذِنُوا عَلَى أمَّهَاتِكُمْ». (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ) وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَألْتُ ابنَ عَبَّاسٍ فَقُلتُ «أستَأذِنُ عَلَى أُختَيَّ؟ فَقَالَ نَعَمْ، قُلْتُ: إِنَّهُمَا فِي حِجْرِي؟ قَالَ: «أتحِبُّ أنْ تَراهُمَا عُريَانَتَينِ؟». وَعَنْ مُسلِمِ بنِ نَذِيرٍ قَالَ: «سَألَ رَجُلٌ حُذَيفَةَ: أستَأذِنُ عَلَى أمي؟ قَالَ: إِنْ لَمْ تَستَأذِنْ عَلَيهَا رَأيتَ مَا تَكرَهُ». (رَوَاهُمَا البُخَارِيُّ فِي الأدَبِ المُفرَدِ). وَلا يَجِبُ الاستِئذَانُ عَلَى الزَّوجَةِ. قَالَ مُوسَى بنُ طَلحَةَ: «دَخَلْتُ مَعَ أبِي عَلَى أُمِّي فَدَخَلَ وَاتَّبعتُهُ فَدَفَعَ فِي صَدْرِي, وَقَالَ: تَدخُلُ بِغَيرِ إِذْنٍ» (رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدَبِ المُفرَدِ) وَيَنبَغِي أنْ لا يُدَقَّ البَابُ بِعُنفٍ. عَنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أبوَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تُقرَعُ بِالأَظَافِرِ». (رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي الأدَبِ المُفرَدِ). قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي الفَتحِ: "وَهَذَا مَحمُولٌ مِنهُمْ عَلَى المُبَالَغَهِ فِي الأدَبِ, وَهُوَ حَسَنٌ لِمَنْ قَرُبَ مَحِلُّهُ مِنْ بَابِهِ، أمَّا مَنْ بَعُدَ عَنِ البَابِ بِحَيثُ لا يَبلُغُهُ صَوتُ القَرعِ بِالظُّفْرِ فَيُستَحَبُّ أنْ يَقرَعَ بِمَا فَوقَ ذَلِكَ بِحَسَبِهِ.
أحبّتنا الكرام: نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد أحمد النادي - ولاية الأردن