- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم ظلمات يوم القيامة
الخبر:
عقدت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية اجتماعا، يوم الخميس، برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن اللجنة العليا قررت سحب وفقد الجنسية الكويتية من 5838 حالة، تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء. (جريدة القبس)
التعليق:
في كل يوم خميس ومنذ عدة أشهر تسحب السلطة جنسيات الآلاف من أهل البلد لأسباب منها التزوير ولو كان المزور متوفّى منذ ثلاثين سنة، وقد خلف أبناء وأحفادا حملوا جريرته وسُحبت جنسيتهم! ومنها الازدواجية ومنها زوجات الكويتيين اللاتي حصلن على الجنسية بناء على المادة الثامنة من قانون الجنسية والتي ألغيت بعد عمليات السحب الأخيرة!
وقد ترتب على سحب الجنسيات مظالم كثيرة منها الحرمان من الوظيفة والدراسة، والحظر على الحسابات الشخصية في البنوك، ومنعهم من السفر والتنقل، وتعطيل الكثير من المصالح التي يترتب وجودها على وجود الجنسية. وهي حقوق شرعية يجب على الحاكم توفيرها لرعايا البلاد سواء أكانوا مسلمين أو أهل ذمة بلا منٍّ ولا أذى، قال رسول الله ﷺ: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
والغريب العجيب أنه بعد أن ضجت البنوك والناس جراء هذه الكارثة وعدت السلطة بمعاملة من سحبت جنسيتهم وفق المادة الثامنة فقط معاملة الكويتي لكنهم يبقون غير كويتيين، فلماذا إذن سحبت جنسيتهم بالأساس إذا كانت المشكلة هي تمتعهم بامتيازات الكويتي؟! وما هو السند القانوني في قصة "يعامل معاملة الكويتي"؟!
من الجدير ذكره أن قانون الجنسية هو قانون عنصري قائم على فكرة الوطنية التي قسمت بلاد المسلمين - بعد أن كانت في دولة الخلافة الواحدة - على أساس عنصري جاهلي بغيض حرمه سيدنا رسول الله ﷺ بقوله: «وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ» وقوله: «مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا» وقوله: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، فهذا القانون هو قانون وضعي لا يجوز الحكم به، وهو بديل عن حق التابعية الإسلامية التي يتمتع فيه جميع حامليها بكافة الحقوق وعدم التمييز في رعاية الشؤون، ويجب على الدولة أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون ... قال رسول الله ﷺ: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
إن الذي حصل ويحصل أسبوعيا من سحب للجنسيات هو ظلم عظيم لا يجوز السكوت عنه، فلتتق السلطة من الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولتتق دعوة المظلوم فإنها لا ترد، ولتعلم أن الحكم بما أنزل الله في دولة الخلافة الراشدة هو العدل والخير والرحمة لأنه حكم الله جل جلاله خالق الكون والإنسان والحياة، قال الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد العزيز المنيس – دائرة الإعلام / ولاية الكويت