السبت، 21 شوال 1446هـ| 2025/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الغرب يُعيد ابتكار نهجه المتشدد تجاه أهل بنغلادش المطالبين بالخلافة لملء الفراغ السياسي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الغرب يُعيد ابتكار نهجه المتشدد تجاه أهل بنغلادش المطالبين بالخلافة لملء الفراغ السياسي

 

 

الخبر:

 

في ظل الفراغ السياسي الذي نشأ بعد الإطاحة بطاغية بنغلادش، أعلن متشددون دينيون في إحدى البلدات أنه لم يعد بإمكان الشابات لعب كرة القدم، وفي بلدة أخرى، أجبروا الشرطة على إطلاق سراح رجل تحرش بامرأة لعدم تغطيتها شعرها في الأماكن العامة، ثم أحاطوه بأكاليل من الزهور. وتبع ذلك المزيد من الدعوات الجريئة. وحذر المتظاهرون في مسيرة في دكا، العاصمة، من أنه إذا لم تُصدر الحكومة عقوبة الإعدام على أي شخص يُسيء إلى الإسلام، فإنهم سينفذون عمليات الإعدام بأيديهم. وبعد أيام، نظمت جماعة محظورة مسيرة حاشدة للمطالبة بخلافة إسلامية. في الوقت الذي تُحاول فيه بنغلادش إعادة بناء ديمقراطيتها ورسم مستقبل جديد لسكانها البالغ عددهم 175 مليون نسمة، تطفو على السطح موجة من التطرف الإسلامي، الذي كان كامناً منذ فترة طويلة تحت الواجهة العلمانية للبلاد. (المصدر)

 

التعليق:

 

بتزوير الحقائق، ردّ الغرب الكافر المستعمر على التطلعات الطويلة لأحكام إسلامية باعتبارها تنامياً لما يُسمى بالتطرف. وهو يدعو إلى نهج متشدد لقمع الإسلام السياسي خوفاً من زوال العلمانية والنظام الديمقراطي الفاسد. وهاجم أحكام الإسلام التي تحرّم على النساء لعب كرة القدم وتغطية شعرهن في الأماكن العامة، واعتبروها قمعاً للمرأة، في حين يلتزمون الصمت إزاء تزايد حالات اغتصاب النساء في ظل النظام العلماني! لأن الرأسمالية العلمانية تُصوّر المرأة كسلعة جنسية تقوم بالزنا باسم "الحرية" أو "جسدي خياري"، بينما يعتبر الإسلام المرأة رمزاً للشرف والكرامة تجب حمايته. وعندما بحثت فتيات المدارس العريقة في العاصمة دكا عن الشريعة لمعاقبة المغتصبين، وصفهن الغرب بالأصوليات، في حين إن الغرب يذرف دموع التماسيح على الطالبات اللواتي ساعدن في الإطاحة برئيسة الوزراء القمعية، الشيخة حسينة. ولم يعد نفاق الغرب في حرية التعبير أو التعددية خافياً على المسلمين، إذ يسمح بجميع أشكال السياسة باستثناء الإسلام، وغالبية سكان بنغلادش (حوالي تسعين بالمائة) مسلمون، في حين إن التظاهر من أجل نظام الخلافة الإسلامي جريمة جنائية! إنهم يطلقون العنان لحرية مهاجمة نبينا الحبيب ﷺ والإسلام، لكن التظاهر من أجل عقوبة الإعدام لكل من أساء إلى الإسلام يُعتبر تطرفا! إنهم قلقون من تغيير طفيف في كلمة "العلمانية" في الدستور العلماني، لكنهم لا يتسامحون حتى مع مطالبة الناس بـ"دستور إسلامي". لذا، من الواضح أن الغرب يسعى وراء عقيدته الزائفة في العلمانية ويفرضها نفاقاً على المسلمين. كما أنهم قلقون عندما يرفض أهل بنغلادش عقيدتهم ومطالبتهم بالإسلام. والمثير للدهشة هو ولاء حكام المسلمين العلمانيون للغرب، والذين يتخلون عن الإسلام وعن أهل البلاد من المسلمين. كما أنهم يُظهرون التزامهم بمحاربة التطلعات الإسلامية للمسلمين باسم مكافحة "التطرف". يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾.

 

واضح أن أهل بنغلادش يسيرون على الطريق الصحيح في السعي نحو الخلافة، حتى وإن أثار ذلك حفيظة الغرب الكافر. فالخلافة وحدها هي الوصيّ الحقيقي على المسلمين. وفي الواقع، تعيش الأمة الإسلامية فراغاً سياسياً منذ 3 آذار/مارس 1924م، وعليها أن تتمسك بملء هذا الفراغ. ﴿إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو بكر البنغالي – ولاية بنغلادش

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع