- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
قطع دابر الفتنة؛ رأسها وذيلها
الخبر:
تدين فرنسا بأشد العبارات أعمال العنف الطائفي الذي يتعرض له السكان الدروز في جنوب دمشق. (حساب وزارة الخارجية في منصة إكس، 1 أيار 2025)
التعليق:
مع الأسف الشديد سوريا اليوم مفتوحة على مصراعيها لدول الكفر وكلبها الملغوث؛ يشعلون الحرائق والفتن، ويشترون العملاء ويحركونهم. سوريا قلب الأمة النابض، في مقابل أئمة الكفر (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) التي تعرف قيمة سوريا الشام وتناصب أمة الإسلام العداء منذ القدم.
نعم، فها هو التاريخ المعاصر يحدثنا عن مشهد شبيه نوعاً ما بما يحدث اليوم في سوريا، فيقول "وحين انسحب إبراهيم باشا سنة 1840م من بلاد الشام انتشر القلق والفوضى والاضطراب فيها، وانقسم الناس على أنفسهم، واغتنم الموفدون الأجانب - لا سيما رجالات البعثات التبشيرية - ضعف نفوذ الدولة العثمانية في البلاد، وحينئذٍ أخذوا يشعلون نار الفتنة. وما مر عام واحد وحلت سنة 1841م، حتى وقعت اضطرابات خطيرة في جبل لبنان بين النصارى والدروز استفحل شرها، حتى اضطرت الدولة العثمانية - بتأثير ضغط الدول الأجنبية - أن تضع للبنان نظاماً جديداً تقسمه فيه إلى قسمين: يسود النصارى في قسم منه، ويسود الدروز في القسم الآخر، وتعين حاكماً للقسمين. وأرادت بذلك أن تتفادى الاحتكاك بين الطائفتين. غير أن هذا النظام لم ينجح، لأنه لم يكن طبيعياً. وقد تدخلت كل من إنجلترا وفرنسا في هذا الخلاف، وكانتا تشعلان نار الفتنة كلما حاول القائمون على الأمر إخمادها، وأخذ الإنجليز والفرنسيون يتخذون هذا الاحتكاك بين الطوائف ذريعة للتدخل في شؤون لبنان. وانحاز الفرنسيون إلى جانب الموارنة، وانحاز الإنجليز إلى جانب الدروز... وما إن جاءت سنة 1857م حتى بدأت فكرة الثورة والاصطدامات المسلحة في طائفة الموارنة، فقد قام رجال الدين الموارنة بتحريض الفلاحين على الإقطاعيين، وهاجموهم في لبنان الشمالي هجوماً عنيفاً، واشتعلت نار الثورة هناك، ثم امتدت إلى الجنوب، فثار الفلاحون النصارى على الإقطاعيين الدروز. وأخذت كل من إنجلترا وفرنسا تؤيد جماعتها، فالإنجليز يؤيدون الدروز والفرنسيون يؤيدون النصارى. وبذلك توسعت الفتنة توسعاً عاماً، حتى شملت جميع لبنان... ثم سرت موجة الاضطرابات إلى سائر بلاد الشام، وهبت في دمشق موجة من البغضاء الشديدة بين المسلمين والنصارى، أدت في شهر تموز سنة 1860م إلى أن يهاجم المسلمون حي النصارى، ويقوموا بمذبحة كبيرة. وقد صاحب تلك المذابح شيء من التخريب والتدمير والاضطراب، حتى اضطرت الدولة إلى وقف الفتنة بالقوة. وبالرغم من أن الاضطرابات خمدت وكادت تنتهي، إلا أن الدول الغربية رأت أن هذه هي الفرصة التي تتيح لها أن تتدخل في بلاد الشام. فأرسلت البوارج الحربية إلى سواحلها. وفي شهر آب من السنة نفسها أرسلت فرنسا حملة برية من الجيش الفرنسي، نزلت في بيروت، وأخذت تعمل لإخماد الثورة. وهكذا حصلت للدولة العثمانية في سوريا فتنة خلقتها الدول الغربية، لتكون باباً لتدخلهم". (من كتاب الدولة الإسلامية لمؤلفه تقي الدين النبهاني رحمه الله).
فحذار حذار من فرنسا هذه وأخواتها في الشر بريطانيا وأمريكا، حذار من السماح لهم باستخدام العرقيات الصغيرة كشماعة لتحقيق أهدافهم في تمزيق سوريا.
الوضع خطير جداً وشديد التعقيد، وحقاً وصدقاً ليس لها من دون الله كاشفة.
الحفاظ على سوريا من التمزق، وإطفاء حرائقها وتحقيق الاستقرار لأهلها، لا يكون إلا بالتوكل على الله، وتحكيم شرعه، واتخاذ دول الغرب الاستعمارية والطامعة في بلاد المسلمين أعداءً بدلاً من خطب ودهم والتزيّن لهم!
شرع الله الذي لا يجيز للدولة التمييز بين أفراد رعيتها في ناحية الحكم والقضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك. (لمزيد من التفصيل أحيل إلى كتاب مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له، الذي أعده حزب التحرير لدولة تقوم على عقيدة الإسلامية وتطبق نظام الإسلام).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني