- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
كيانٌ يهزّه الخطاب هو كيان هش ولو مارس البطش
الخبر:
ذكرت وكالات عديدة، خبر استشهاد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، وكلها نقلا عن مصادر كيان يهود حصرا وتأكيدات جهاته الرسمية.
التعليق:
إن كان خبر استشهاد أبي عبيدة صحيحا، فقد نال الرجل ما يتمناه، فنسأل الله عز وجل له الرحمة الواسعة والدرجة العالية والجزاء الأوفى. على أن اللافت أنه عندما يحتفي كيان يهود، ويتباهى كبراؤه، بنجاحهم في اغتيال ناطق إعلامي لثلة من المجاهدين فإن ذلك لا يظهر قوة، بقدر ما يظهر حاجة ذلك الكيان وجيشه إلى كل صورة يائسة للنصر، خصوصا وأنه فشل منذ عامين، في حسم معركة مع ثلة من المجاهدين المحاصرين جوا وبرا وبحرا، رغم دعم طغاة العالم وعلى رأسهم أمريكا له بالسلاح، وشراكة حكام العرب له بالتواطؤ والحصار، وتمكينه بحبس الأمة عنه وتقييدها عن سحقه واجتثاثه.
كما أن الاحتفاء باغتيال أبي عبيدة يبين أن أنفسهم هشة، ومعنوياتهم منحطة حيث كانت خطابات الملثم تقرض أرواحهم، وتفقدهم الثقة بأنفسهم وبجيشهم وبقياداتهم، ما يؤكد شدة خواء ذلك الكيان مع ما له من يد طولى في القوة والتسلح، وما بطشهم بالأطفال والنساء والبيوت إلا كضرب اللئيم الجبان الخائف.
والحقيقة أن كيان يهود من ناحية أخرى كان يستشعر الخطر من كل صوت يخاطب الأمة ويستنصرها ويستثيرها، وخصوصا إن كان عابرا للحدود مسموعا، تصغي له القلوب والآذان كما كانت خطابات أبي عبيدة، وكان يستشعر الخطر أيضا من كل صورة تنقل الحدث، سواء أكانت تنقل الإبادة والمجاعة والجريمة أم الصبر والبطولة والعزيمة، فلم يكن غريبا أن يستهدف المئات من الصحفيين والمصورين في قتل غادر واغتيال جبان.
وهو كذلك يرعبه كل صوت يخاطب في الأمة قواها وجيوشها، ويحرضها على إزالة العوائق، ولكننا نحسب أن الحكام العرب هم أشد ذعرا ورعبا منه في كل ما سبق، ونحسب أنهم أشد فرحا في خبر اغتيال أبي عبيدة من يهود أنفسهم، خصوصا وأنهم كانوا على الطرف الآخر يلاحقون بالسجن والقمع والتعذيب كل صوت حر، ويعملون على خنق كل خطاب يستهدف في الناس دينهم ومروءتهم ونخوتهم، ويذكرهم بأخوة الإسلام والواجب تجاه فلسطين وأهلها، فتلك الأصوات تعريهم وتفضحهم وتزلزل أركانهم، ولولا أن عروشهم متهالكة، ولولا أن بنيان كيان يهود أوهن من بيت العنكبوت، لما خافوا جميعا من الحق وصوته، وحاولوا طمسه، ولكنهم واهمون.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن اللداوي