الإثنين، 28 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية.. خطأ سياسي عواقبه خطيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية.. خطأ سياسي عواقبه خطيرة

 

 

الخبر:

 

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، السبت 18/10/2025، إن عدم وجود قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة يعمّق الشرخ بينهم وبين الدولة. وأضاف في مقابلة مع الإخبارية السورية أن الرئيس أحمد الشرع حريص على أن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً أساسياً من مستقبل سوريا.

 

التعليق:

 

إن قبول الحكومة السورية بانضمام قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة اختصاراً بـ"قسد"، إلى بُنية الدولة يُعد خطأ سياسياً كبيراً، لا ينم عن عقلية رجل الدولة، فهذه المليشيا الانفصالية ذات الأفكار الإلحادية المعادية للدين لا تمثّل ثقافة أهل سوريا، وهي ليست جزءاً من الثورة السورية، ولا تعبّر عن نضال أهل سوريا في سعيهم للتحرر من ربقة نظام الأسد البائد، بل على العكس من ذلك، فقد كانت قسد عوناً للنظام المجرم، حيث سلّحها منذ عام 2012 لمحاربة الثورة، ومنع سيطرة الثوار على مناطق شرقي سوريا، وقد استُشهد الكثير من المقاتلين الصادقين على يدها خلال سنوات الثورة، وحتى بعد سقوط الأسد، وآخر ذلك حادثة حيي الأشرفية والشيخ مقصود يوم 7/10/2025، حيث قتل وأصيب عناصر عدة من الأمن الداخلي السوري في هجوم للمليشيا على حواجز حكومية في المنطقة.

 

إن التعاطي مع قسد بوصفها شريكاً محتملاً في إدارة البلاد هو شرعنة لأفعالها الإجرامية التي تمارسها بحق الأهالي بمناطق نفوذها في الحسكة والرقة ودير الزور، من اعتقالات جائرة، واختطاف للفتيات لتجنيدهن عسكرياً، واحتكار للثروة، وفرض الأفكار الانفصالية والماركسية في التعليم، وهي أفعال توثّقها المنظّمات الحقوقية على نحو مستمر. وإن المتأمل بهذه الأفعال يجدها لا تختلف عن ممارسات نظام أسد البائد، ومن هنا يَعتبر الثوار قسد والنظام وجهين لعملة واحدة. وإذن، فإن دمج هذه المليشيا في مؤسسات الدولة يشبه الموافقة على دمج الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية (التابعتين لعصابة الأسد سابقاً) في مؤسستي الجيش والأمن.

 

لا ريب أن الحكومة السورية تتعامل مع قسد بأسلوب الاحتواء والقبول انطلاقاً من رغبة أمريكا، لأن قسد تخدمها، وهي شريك لها في محاربة الإسلام، فتريد أن تكافئها على ذلك بجعلها قوة طبيعية في جهاز الحكم. لكن ما يجب على حكام سوريا أن يدركوه هو أن أمريكا بهذه الخطوة لا تهدف لتحقيق الاستقرار في سوريا وإيقاف الحرب كما تزعم، بل تريد أن تضعف الدولة من خلال جمع كتل متناقضة في السلطة، وهي بذلك تضمن ألا تقوم في سوريا سلطة قوية، وتستطيع متى شاءت أن تحرك قسد للانسحاب من الحكومة، ولإنشاء توترات وحروب تقصم ظهر البلاد وتُرهق أهلها.

 

إن الخيار الوحيد في التعامل مع قسد هو الخيار العسكري، فيجب على الحكومة أن تزيل هذه المليشيا بالقوة، وتخلّص أهل شرق سوريا من شرورها، دون الاكتراث لغضب أمريكا أو رضاها حيث لا يجوز أن يكون لها رأي أو نفوذ أو دور في سوريا، فهي دولة تُعد مرجعاً في الإجرام، ونموذجاً في التخريب، وقد كان دعمُها لبشار من أبرز أسباب بقائه حتى عام 2024، فينبغي على حكام سوريا أن يديروا ظهرهم لها، وأن يتذكروا جيداً ما قاله رئيس مصر الأسبق حسني مبارك ذات يوم "المتغطّي بأمريكا عريان".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سعد

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع