- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أين قيمة الدينار التونسي من الدينار الذهبي لدولة الخلافة؟
الخبر:
أكدت رئيسة الحكومة سارة الزعفراني خلال جلسة عامة مشتركة لعرض ومناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2026 وتقديم بيان الحكومة، أن الدينار التونسي يعد أقوى عملة في أفريقيا من حيث القيمة الاسمية مقابل الدولار رغم أن تونس لا تستفيد من ثروة نفطية أو صادرات عالية القيمة على غرار الدول في المنطقة، وفق قولها.
التعليق:
من يسمع هذا التصريح يتصور للوهلة الأولى أنّ تونس تعيش في بحبوحة من العيش وأهلها ينعمون في الخيرات مشبعي حاجاتهم الأساسية والكمالية، ولكنهم مثلهم مثل باقي شعوب القارة الخضراء أفريقيا، يعيشون الفقر والتبعية غير قادرين على إشباع حاجاتهم الأساسية من مسكن وملبس ومأكل، فما بالكم بالحاجات والكمالية؟
فما القصد وماذا تريد رئيسة الحكومة إيصاله من خلال هذا التصريح؟ ما هي قيمة عملات دول أفريقيا مقارنة بالدولار وباليورو وباقي العملات الصعبة، حتّى نقارن الدينار بها؟ هل تقبل الدول التي تحصل معها المبادلات التجارية أن يكون الدينار التونسي عملة للتبادل والتقابض؟ ما هي قيمة الدينار التونسي اليوم مقارنة بباقي العملات الأجنبية كالدولار واليورو التي تتم بها عمليات التوريد والاستيراد؟
الدينار التونسي الذي وقع اعتماده كعملة البلد بعد الاستقلال المزعوم كغيره من العملات التي وقع اعتمادها في كامل بلاد المسلمين بعد أن أسقطت دولة الخلافة وتم تقسيمها إلى دويلات هزيلة، ليس إلا أداة لاستعمار الشعوب ونهب ثرواتها وإبقائها ترزح تحت النظام الرأسمالي الذي يتغذى منه حيتان الأموال، وليس إلا مجرد أوراق إلزامية لا تمثّل سوى 5% على أقصى تقدير من القيمة التي تحويها مقابل جهود الناس ومنتوجاتهم حسب خبراء الاقتصاد، فهي أداة لسرقة أموال الناس وعرقهم. اليوم تونس وباقي شعوب أفريقيا تعيش الفقر والتبعية رغم أن هذه القارة هي أغنى قارة، ولن تخرج هي وسائر بلاد المسلمين مما هم فيه إلا بعودتهم لقاعدة الذهب والفضة في النقد، التي فرضها نظام الإسلام.
فقاعدة الذهب والفضة هي وحدها القادرة على القضاء على المشاكل النقدية، وعلى التضخم الشديد وعلى إيجاد استقرار نقدي وثبات لأسعار الصرف، وتقدم في التجارة الدولية. وهو ما اعتمده رسول الله ﷺ في النقد زمن النبوة ومن بعده الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم زمن حكمهم ودولة الإسلام حتى قبل إسقاطها سنة 1924م، وكانت القاعدة التي اعتمدها العالم إلى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلى أن تم إلغاء هذه القاعدة كليا من طرف رئيس أمريكا نيكسون واستبدال الدولار بها.
ولن يكون ذلك إلا في دولة ذات سيادة على قراراتها وسياساتها تجمع شتات المسلمين وتستبدل بهذه الأوراق الإلزامية الوهمية نقدا يستند للذهب والفضة وتطبق أحكام الإسلام وتحمله رسالة هدى ورحمة للعالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجم الدين شعيبن



