السبت، 24 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
الخلافة لا تسمح بوجود نسخ مشوهة للجيش في الدولة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخلافة لا تسمح بوجود نسخ مشوهة للجيش في الدولة

 

 

الخبر:

 

في يوم ٢٦ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٥م تحولت مدينة الفاشر، في دارفور، إلى مسرح جريمة مفتوح، حدث ذلك بمجرد انسحاب فرقة القوات المسلحة الموجودة في المدينة، ودخول قوات الدعم السريع، وخلال وقتٍ قصير صدمت المشاهد القادمة من المدينة العالم، لما وثقته من عمليات قتل جماعي وتعذيب وإهانة للضحايا، في مشهدٍ لم يكن استثناءً، بل كان امتداداً لنهجٍ راسخٍ ومتكررٍ من العنف تتبعه هذه القوات منذ نشأتها قبل ٢٢ عاما خلت.

 

التعليق:

 

الفاشر ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ما لم يوضع حد لهذا الجسم السرطاني المتمدد، الذي يسمى بقوات الدعم السريع، فمنذ انخراطها في الصراع المسلّح مع الجيش السوداني، في دارفور عام 2003م، كان القتل الجماعي جزءاً جوهرياً من تكتيكاتها والاغتصاب والتهجير والتعذيب الممنهج والنهب والسلب والحرق جزءا من خططهم العسكرية، ففي دارفور منذ عام 2003م، مئات القرى دُمرت، بالمنهج العنيف نفسه، وفي اعتصام القيادة العامة في الخرطوم عام 2019م، شاركت قوات الدعم السريع في فض الاعتصام ووثق عناصرها الفظائع بأيديهم، أما في مدينة الجنينة في عام 2023م، فقد ذكرت تقارير الأمم المتحدة أن ما بين 10 و15 ألف شخص قُتلوا، ثم في الذاكرة جرائم وكوارث في مدن الخرطوم، وقرى ولاية الجزيرة، وصولاً إلى الفاشر التي لا تزال تعاني من ويلات قوات الدعم السريع!

 

وهكذا تحولت قوات الدعم السريع، التي أنشئت لتكون ذراعاً للجيش، إلى قوة عسكرية موازية له، وذلك بفضل تضخم مواردها ومكانتها إلى حد منافسة الجيش، وتم ذلك عبر مؤسسات الدولة، من هنا يمكن التأكيد على أن تقنين المليشيات أياً كان غرض إنشائها، لا يعني السيطرة عليها بل كما حدث في نموذج قوات الدعم السريع، فإن التقنين أدى إلى استقلاليتها، ووفر لها الغطاء القانوني للتضخم، فأصبحت سرطانا تستخدمه دول أخرى لتنفيذ مخططاتها.

 

وما زال أمام المخلصين من الجيش الفرصة، لمنع القتال بين المسلمين، ومنع تشظي البلد عبر آلية المليشيات، وذلك بالسيطرة الكاملة على البلد، والأخذ على يد البرهان الذي يصنع مع كل صباح مليشيا جديدة، بل إن بعضها يتم تدريبهم خارج البلاد، والإجراء الصحيح والشرعي هو حل وتصفية جميع تلك المليشيات وعلى رأسها قوات الدعم السريع وتقديم كل قادتها لمحاكمات عادلة، ويجب فورا إدماج كل المليشيات والحركات المسلحة في الجيش، وتفكيك راياتهم وتأسيس جيش نظامي واحد يقوم على أساس عقيدة الإسلام.

 

إن دولة الخلافة لا تسمح بوجود نسخ مشوهة للقوات النظامية، تُستخدم من الخارج لتفكيك الدولة وإضعافها، بل تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه التلاعب بأمن البلاد والعباد.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع