- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قمة آسيا الوسطى – اليابان: صراع النفوذ في المنطقة
الخبر:
قام رئيس قرغيزستان صدر جباروف في 18 كانون الأول/ديسمبر بزيارة عمل إلى عاصمة اليابان طوكيو. وفي إطار الزيارة، يلتقي جباروف بقيادات البلاد برئاسة رئيسة الوزراء اليابانية سانائي تاكايتشي. كما يشارك في أول قمة بصيغة "آسيا الوسطى - اليابان". وعلى هامش القمة، سيُعقد أيضاً منتدى الأعمال آسيا الوسطى - اليابان.
يُذكر أن هذا البلد ودول آسيا الوسطى تتعاون منذ نحو عشرين عاماً على مستوى الوزراء ضمن صيغة حوار "آسيا الوسطى - اليابان".
التعليق:
من المعروف أن اليابان تنتهج استراتيجياً سياسةً تدور في فلك أمريكا. ولذلك فإن التعاون مع دول مثل كوريا واليابان يخدم في جوهره سياسة عزل دول آسيا الوسطى عن الصين وروسيا. ولا سيما مع تزايد نفوذ الصين في المنطقة، وانتقال قطاعات ذات أهمية استراتيجية إلى أيدي المستثمرين الصينيين، يصبح من المهم بالنسبة لأمريكا تعزيز نفوذ قوة اقتصادية بديلة في المنطقة. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في وقت تجاوزت فيه العلاقات التجارية بين الصين ودول المنطقة مستوى علاقاتها مع روسيا. فعلى سبيل المثال، يبلغ حجم التبادل التجاري بين آسيا الوسطى وروسيا 40 مليار دولار، وهو حجم تحقق بعد أن ارتفعت مبيعات السلع من الغرب، الذي فرض عقوبات على روسيا، عبر آسيا الوسطى بنسبة وصلت إلى 300%. في المقابل، تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين ودول المنطقة 60 مليار دولار.
وبناءً على ذلك، تتخذ أمريكا إجراءاتٍ لمواجهة سعي الصين، التي تراها منافساً لها على الساحة الدولية، إلى إخضاع آسيا الوسطى لنفوذها الكامل. وفي هذا السياق، رُفع مستوى قمة صيغة C5+1 معها إلى المستوى الرئاسي، حيث استضاف ترامب قادة دول المنطقة في أمريكا. غير أنّ إمكانات أمريكا في المنطقة تبقى محدودة، ولذلك تعمل أيضاً على تنظيم قمم ضمن صيغة C5+1 مع كلٍّ من كوريا واليابان.
وخلاصة القول، إنّ المستعمرين في هذا العالم الذي يهيمن عليه النظام الرأسمالي اليوم يتدافعون نحو أيّ منطقة يظهر فيها فراغ، كما تفعل الكلاب الباحثة عن الطعام. ويُلاحظ حالياً وجود مثل هذا الفراغ في آسيا الوسطى، كما أنّ الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة تدفع القوى الاستعمارية إلى توسيع نفوذها فيها. وبالتالي، ليس خافياً أن ساحة صراع النفوذ بدأت، بعد أزمة أوكرانيا، تنتقل إلى آسيا الوسطى. وتشير إلى ذلك الأحداث المذكورة سالفة الذكر، وكذلك العلاقات المتنامية بين قادة دول آسيا الوسطى والدول الكبرى. وعليه، فإن زيارة جباروف إلى اليابان، وإن حملت في ظاهرها مصالح اقتصادية، إلا أنها سياسياً تنطوي على مساعٍ للحد من النفوذ الصيني.
وفي مواجهة هذا الجشع، وهذا النهب والسلب، يصبح لزاماً علينا نحن المسلمين أن نرفض النظام الرأسمالي القائم على الظلم، وأن نتجه بوجوهنا إلى إسلامنا سعياً جاداً؛ ذلك أنّ آسيا الوسطى كانت ولا تزال جزءاً من البلاد الإسلامية. وكما يبيّن التاريخ، فقد وُلد ونشأ في هذه الديار علماءُ كبار وقادةٌ عسكريون مشهورون أقضوا مضجع الكفار. ولذلك فإن هذه المناطق ستتحول قريباً إلى جزءٍ من دولة الخلافة على منهاج النبوة، وستكون بإذن الله نقطةً محوريةً في الصراع ضد المستعمرين.
﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممتاز ما وراء النهري



