العلماء والحكام هم سبب ظهور الفساد

(مترجم)

الخبر:

"لاحقاً، ستقيم وزارة الأديان احتفالاً بمناسبة عيد الميلاد هنا أيضاً. كيف تحتفل الوزارات الأخرى بعيد الميلاد معاً، بينما لا تفعل وزارة الأديان هذه؟ حتى الآن، كان عيد الميلاد مقتصراً على النصارى والكاثوليك، لكن لم يكن هناك احتفال خاص بوزارة الأديان. حسناً، اليوم وهذا العام سنصنع التاريخ في وزارة الأديان، حيث ستحتفل الوزارة أيضاً بعيد الميلاد"، هذا ما قاله وزير الأديان ناصر الدين عمر في كلمته خلال فعالية المشي الصحي بين الأديان في وزارة الأديان بجاكرتا بتاريخ 23/11/2025. ثم، كما نقلت عنه عدة وسائل إعلام، قال الوزير: "سيداتي وسادتي، أيها المسؤولون في وزارة الأديان، غداً، بإذن الله، سنحتفل أيضاً بعيد الميلاد معاً. ولأول مرة منذ استقلال إندونيسيا، تحتفل وزارة الأديان بعيد الميلاد معاً" 6/12/2025. وقد ظهرت ردود فعل كثير من الجاليات المسلمة. وفي أعقاب معارضة واسعة النطاق من مختلف المنظمات الإسلامية في إندونيسيا، أوضح نائب وزير الأديان الأب محمد شافعي قائلاً: "فيما يتعلق بموضوع الاحتفال بعيد الميلاد معاً، نؤكد أن المقصود هو احتفال مشترك بعيد الميلاد بين النصارى والكاثوليك. ولا يُقصد بهذا النشاط أن يكون احتفالاً بين الأديان يشمل جميع أتباع الديانات الأخرى".

التعليق:

يُظهر الواقع حتى الآن أن احتفالات عيد الميلاد المشتركة التي تُقيمها مختلف الوزارات تضم دائماً أفراداً من مختلف الأديان، بمن فيهم المسلمون. لذا، عندما قال وزير الأديان: "لماذا تُقيم الوزارات الأخرى احتفالات عيد الميلاد المشتركة، ولا تُقيمها وزارة الأديان؟"، فهذا يُشير إلى أنه كان يقصد احتفالات عيد الميلاد المشتركة بين الأديان. إلا أن اعتراضات المسلمين دفعت وزارة الأديان إلى تفسير تصريحه تفسيراً مختلفاً عما قال الوزير. والدرس المستفاد من هذه الحادثة هو أن محاسبة الحكام التي يُجريها المسلمون قد تكشف نوايا الحاكم الخفية، وقد تُوقف شروره أحياناً.

موقف وزير الأديان ليس بالأمر الغريب. ففي آذار/مارس 2024، شارك ناصر الدين عمر، وهو شيخ وإمام كبير لمسجد الاستقلال (المسجد الوطني الإندونيسي)، في برنامج زمالة مكثف لمدة أسبوع مع اللجنة اليهودية الأمريكية والمعهد اللاهوتي اليهودي. وقال: "إندونيسيا هي أكبر بلد إسلامي في العالم، لكن معظم الناس لديهم معرفة ضئيلة أو مغلوطة باليهود، على الرغم من الروابط الوثيقة بين الإسلام واليهودية". وأضاف: "إن بناء جسور السلام والتفاهم بين الأديان والشعوب يبدأ بالتعرف على الآخر من منظوره الخاص. أنا ممتن لهذه الفرصة للدراسة وبناء العلاقات وتجربة "المكتبات الحية" في مدن نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس". بعد ذلك، أصبح موقفه تجاه الإسلام والمسلمين أكثر غموضاً وغرابة. وينبع موقفه من احتفالات "عيد الميلاد معاً" من إيمانه بضرورة الاعتدال في الإسلام باسم التسامح الديني. يُظهر الواقع أن وزير الأديان يُروّج لما يُسمى "منهج المحبة" في المناهج الدينية بالمدارس. يبدو اسم منهج المحبة جذاباً، لكنه يُركّز على الاعتدال والتسامح في الإسلام، وعلى المساواة بين الأديان. كل هذا يتم من منظور غربي أمريكي. لا يُقرّب هذا المنهج الشباب المسلم من الإسلام، بل يُرسّخ فكرة أن جميع الأديان متشابهة.

إن الاحتفال الجماعي بعيد الميلاد بمشاركة موظفي وزارة الأديان المسلمين، أو المسلمين ككل يعني الاحتفال بميلاد عيسى عليه السلام باعتباره إلهاً، وفقاً للعقيدة النصرانية. وهذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية. يقول الله تعالى في سورة المائدة، الآية 73: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. عندما تحتفل وزارة الأديان بعيد الميلاد معاً، يمكن للمرء أن يتصور أن جميع مستويات الوزارة، من المستوى المركزي والإقليمي والمدني إلى مستوى المقاطعة، ستحتفل به. وبالطبع، سيكون هناك العديد من المسؤولين والموظفين المسلمين. وسواء أدركوا ذلك أم لا، فإن هذا يساهم أيضاً في انتشار الكفر. وصدق الإمام الغزالي عندما قال: "ففساد الرعية بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حب المال والجاه، ومن استولى عليه حب الدنيا لم يقدر على محاسبة الأراذل، فكيف بمواجهة الملوك والحكام"! لذلك، غالباً ينشأ الضرر بسبب ضرر وفساد الحكام والعلماء، بل حتى بسبب ضرر وفساد العلماء الذين هم أيضاً الحكام.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا