الأربعاء، 04 رجب 1447هـ| 2025/12/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا حين لا ترى رادعاً: الجولان نموذجاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمريكا حين لا ترى رادعاً: الجولان نموذجاً

 

الخبر:

 

قال الرئيس الأمريكي ترامب إنه وقّع على الاعتراف بسيادة كيان يهود على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مشيراً إلى أنه اكتشف لاحقاً أن قيمة الجولان قد تصل إلى تريليونات الدولارات، وأضاف أنه كان ينبغي عليه أن يطلب من كيان يهود مقابلاً لذلك الاعتراف.

 

التعليق:

 

اعترف ترامب بسيادةِ يهود على الجولان المحتلة، وكأنها أرضُه أو ملك يمينه، وكأنه صاحبُ الفصل الأخير في مصيرها. اعترف بها دون أن يرى أمامه ندّاً أو رادعاً، وكأنه يقول للعالم كلّه ماذا أنتم فاعلون؟

 

هذه هي أمريكا؛ لم يشبع حقدُها من دمائنا، تلوّح مرةً بالعصا، ومرةً بالجزرة، لكنها لا تعطي شيئاً بلا مقابل. لم تقدم خطوة واحدة إلا وأخذت مقابلها أضعافاً مضاعفة، لتبقى هي صاحبة اليد العليا وصاحبة القرار في كل شيء. فمن يظن أنها سترضى، أو أنها قد تتحول إلى "الأم الحنون" فليتأمل تصريحات وأفعال ترامب جيداً.

 

أمريكا دولة غادرة مخادعة، تُبقي من تشاء ما دام يحقق لها المنفعة، ثم تتخلى عنه في اللحظة التي تنتفي فيها فائدته. وما جرى في بلدان كثيرة خير شاهد على ذلك. ففي المنطقة الجنوبية في حوران، وعندما اتُّخذ قرار تسليمها للنظام، تواصلت مع أدواتها وأبلغتهم صراحة بأن دافعوا عن أنفسكم، لم يعد لنا أي دور. وهذا مثال قريب وواضح.

 

ومثال آخر أشد وضوحاً من واقعنا؛ كيف دعمت نظام الأسد ورعته وحمته واستجلبت له المرتزقة من كل حدب وصوب، ثم عملت على إعادة تدويره وتقديمه من جديد. فلما سقط القناع، ووقع الفأس بالرأس، تخلّت عنه ورمته رمية القاذورات، أجلكم الله.

 

اليوم، تقدم أمريكا نفسها بوصفها مالكة كل شيء، لأنها لا ترى أمامها من يردعها. ولو كان هناك من تخشاه وتحسب له حساباً، لما تجرأت لا على تصريح الجولان، ولا على غيره.

 

هويتنا مفقودة وعزتنا غائبة فإن أردنا العزة، وإن أردنا ألا نكون تركة تتداولها أمريكا، تعطيها لمن تشاء وتسحبها ممن تشاء، فلا بد من دولة قوية مرهوبة الجانب، تردعها وتعيدها إلى ما وراء البحار.

 

ولا دولة قادرة على ذلك إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؛ فهي وحدها القادرة على ذلك، والتاريخ شاهد، فلنعمل لإقامة هذه الدولة، لتكون لنا العزة والشوكة والسؤدد، وحتى لا نبقى ألعوبة في يد ترامب أو غيره، يُمزّق بنا حيث يشاء، وكيفما يشاء، وبالشكل الذي يشاء.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبدو الدلّي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع