خبر وتعليق إيران تطلب من عُمان التدخل
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
نقلت وسائل الإعلام طلب إيران من سلطنة عُمان التدخل والتوسط لحل الأزمة في اليمن سلميًا وسياسيًا.
التعليق:
ليس من الغريب أو المستهجن أن تطلب إيران ذلك من عُمان، فتاريخ العلاقة بين البلدين يفسر ذلك، ونذكر منه على سبيل المثال، لا الحصر:
- بادرت إيران للاعتراف بشرعية السلطان قابوس عندما تسلم السلطة عام 1970، وكان لتدخلها العسكري المباشر، بالإضافة إلى تدخل الأردن وبريطانيا، الدور الحاسم في القضاء على ثورة ظفار.
- كانت كل دول الخليج تناصر وتقف مع نظام صدام في حربه مع إيران في عام 1980، باستثناء عمان.
- وجود تدريبات بحرية مشتركة بين عمان وإيران.
- وجود زيارات رسمية عديدة عالية المستوى بين عمان وإيران.
- قامت عمان بتأسيس معهد لتدريس اللغة الفارسية في مسقط.
- مثلت عُمان المصالح الإيرانية في بعض الدول الغربية التي لا تمتلك إيران فيها أي تمثيل دبلوماسي، كبريطانيا وكندا.
- قدمت عمان دور وسيط بين إيران والغرب، من أجل الإفراج عن بحارة بريطانيين عام 2007، وفي موضوع إطلاق سراح ثلاثة أمريكيين اعتقلوا في إيران عام 2011 لدخولهم غير الشرعي للبلاد، وتم نقلهم إلى مسقط بطائرة عمانية خاصة قبل أن يعودوا إلى الولايات المتحدة. كما أن الوساطة العمانية أسفرت عن قيام الولايات المتحدة بإطلاق سراح الأستاذ الجامعي الإيراني مجتبى عطاردي الذي كان يقبع في السجون الأمريكية وكذلك إطلاق سراح السفير الإيراني السابق في لندن نصر الله تاجيك الذي كان مسجونًا في بريطانيا والإفراج عن الإيرانية شهرزاد ميرقلي خان والتي كانت مسجونةً بأمريكا.
- وقعت عمان وإيران على مذكرة تفاهم في مجال استيراد عمان للغاز الإيراني.
- وقّعت عمان وإيران في أيلول/سبتمبر 2013 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون العسكري فيما بينهما.
- طلبت إيران من عمان عام 2013 أن تكون الأخيرة طرفًا في بدء المفاوضات بين إيران والغرب حول ملفها النووي. حيث كانت عمان على عكس معظم دول الخليج تميل إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق حول النووي الإيراني في أسرع وقت.
إن في مقتضيات الأمن القومي العُماني، كما يفهمونه هم طبعًا، ما يكفي ليفسر العلاقة العُمانية الإيرانية؛ فسواحل إيران تبعد مرمى حجر عن السواحل العُمانية، ولذلك ترى عمان أن تحويل إيران إلى حليف استراتيجي أجدى من معاداتها.
أما تفسير هذه العلاقة بتمكن إيران من تفكيك وحدة الخليج كما تتناقله بعض وسائل الإعلام فلا أساس له. ولا يفسر من حيث تباين العمالة للغرب بين البلدين، فالأردن المعروفة بعاملتها لبريطانيا تعد رأس حربة التحالف الأمريكي ضد تنظيم الدولة. وتركيا العميلة لأمريكا كانت تلعب دورًا مخالفًا لدور إيران تجاه الثورة السورية رغم أنهما يتفقان في العمالة لأمريكا، فكان كل يلعب الدور المرسوم له. وكذلك السعودية العميلة الآن لأمريكا تضرب الحوثيين المدعومين من إيران العميلة لأمريكا، تحت ذريعة صد التمدد الشيعي.
هذا من ناحية سياسية، أما من ناحية مذهبية فلا تفسير له، فأتباع المذهب الأباضي الذي له وجود قوي في عمان يؤيدون الخارجين على الإمام علي رضي الله عنه، فكيف لنظام الملالي أن يكون صديقًا لعمان! ما يعكس أن تشدق إيران وعمان بالإسلام ما هو إلا لغو.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني - بيت المقدس