خبر وتعليق النظام السوري يرسل جثث بعض المعتقلين الى كليات الطب للتدريب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أورد المركز الصحفي السوري بتاريخ 2015/04/01 على صفحته الإلكترونية مقالا عن لقاء أجرته صحفية مع أحد طلاب كلية الطب في جامعة دمشق، أكد الطالب في ذلك اللقاء على إقدام أساتذة وأطباء الجامعة على إدخال العديد من جثث المعتقلين التي تظهر عليها آثار التعذيب والضرب المبرح بشكل واضح، إدخالها إلى مشرحة كلية الطب لإجراء تطبيقات عملية علمية عليها، ومما جاء على لسان الطالب أيضا لجوء النظام المجرم في دمشق إلى استعمال الأسيد لإذابة الجثث الزائدة عن الحاجة والتخلص منها بعد أن تكدست في المشافي.
التعليق:
إن أخبار المعتقلين الذين ماتوا تحت التعذيب في سجون الطاغية قاتل الأطفال سفاح دمشق هي من الأخبار التي يتقصد الغرب الكافر وأذنابه من حكام المسلمين التعتيم عليها وطمس آثارها وإخفاء حقيقتها، وذلك لما تشكله مثل هذه الأخبار من تأثير على الرأي العام وإثارته، ولما فيها من دلالة واضحة على عدم اكتراث المجتمع الدولي ومؤسساته لما يحصل لمسلمي الشام من قتل وتعذيب وتجويع وإبادة ممنهجة، بل وعلى تواطؤه مع النظام الأسدي المجرم لإخماد ثورة الشام الأبية والحيلولة دون قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
جدير بالذكر أنه في شهر كانون الثاني من العام المنصرم تم تسريب ما يقرب من 55 ألف صورة ل 11 ألف معتقل قضوا تحت التعذيب، ومع أن عملية تسريب الصور ما زالت مستمرة حتى هذه اللحظة، إلا أن الإعلام في بلاد المسلمين على ما يبدو أصم أبكم أعمى، فلم يقم هذا الإعلام الرخيص إلا بعرض بعض الصور وعلى استحياء، مع أن الصور قد تم توثيقها، وقامت محكمة الجنايات الدولية بالتثبت منها، ومع ذلك فقد رفضت هذه المحكمة اتخاذ أي إجراء تجاه تلك الجرائم بذريعة أن النظام السوري لم يوقع على المواثيق الدولية التي تمكنها من ملاحقته أو اتخاذ أي إجراء ضده.
إن جرأة النظام الأسدي الجبان على التنكيل حتى بالجثث والتخلص منها من خلال إذابتها بالأسيد هي حلقة من حلقات مسلسل الجرائم التي ارتكبها بحق أهلنا في الشام، وهي خير دليل على نفاق المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي تغض الطرف عن الجرائم إذا كانت بحق المسلمين، وإن غطرسة هذا النظام وتماديه في جرائمه وتفننه في ابتكار طرق وأدوات للتعذيب لهو أصدق شاهد على خذلان وخيانة وعمالة حكام البلاد الإسلامية، وعلى مدى خداع ومكر أمريكا وحلفائها من دول الغرب الكافر وحقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين، ولكن هيهات هيهات، فإن الذي لا يعلمه الغرب الكافر ولا يدركه هو أن ثورة الأمة في الشام هي تمحيص من الله تعالى للمؤمنين وتمييز للطيب من الخبيث. أما التمحيص فقد بلغ أشده، وأما التمييز فقد أوشك أن يبلغ منتهاه أيضا، خاصة بعد أن تساقطت أوراق التوت التي كانت تغطي سوءات الكثير ممن كانت الأمة تثق بهم وتظن بهم خيرا، وإنه لا ريب أن بعد ذلك التمحيص والتمييز ليس إلا نصر وعز وظهور للحق ومحق للكفر والكافرين بإذن الله العلي القدير.
﴿وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بلّيل - أوروبا