خبر وتعليق حين تلمع حركة التنوير الفلسفية (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في السادس من نيسان/أبريل والذي يصادف عيد الفصح عند النصارى، قامت صحيفة دنماركية سياسية تدعى بوليتيكان بنشر مقال لكاتب ديني تاريخي متخصص بالفلسفة السامية بعنوان "لو كان المسيح حيًا ما كان للإسلام أن يكون موجودًا". فبجانب انتقاده للأديان عمومًا فقد ادعى أن الإسلام عبارة عن خليط نصراني يهودي.
التعليق:
لقد أصبحت مثل هذه الادعاءات ديدنهم خلال العقود الماضية. وهذا ليس في الدول الاسكندنافية شديدة الإلحاد فقط ولكن في كل أوروبا. ومثل هذا التصور لا يوجد فقط عند الأوروبيين العاديين، ولكن أيضًا، وخصوصًا عند وصول الأمر لمن يسمون بالمثقفين من المؤرخين والمتخصصين والسياسيين وهكذا دواليك، الذين انغمسوا بالكامل في الشعور بالرضا في ادعاءاتهم.
والسبب يكمن في تضخم الإلحاد والالتزام الشديد بالليبرالية العلمانية باعتبارها حقيقةً عالميةً. فقد أصبح التمركز الأوروبي الوحيد ومعياره تجاربهم التاريخية أو ما يسمى ب "التنوير" والانبهار بها، لدرجة أنهم فقدوا الرؤية.
فالإسلام عندهم أصبح عبارةً عن اختراع وتهجين، لأن فكرة وجود الخالق ووجود رسالة إلهية يتعارض مع تجاربهم التاريخية المشكوك في صحتها أصلًا. لا يمكن أن الصوت يخرج من فمك ما لم يكن ذلك هو نتاج مطالباتهم بحرية التعبير. فلم يكن هنالك محاسبة للحكام قبل انتشار فكر مونتسكيو (فكرة فصل السلطات)، فأي شيء غير الديمقراطية العلمانية هو دكتاتورية. الخلافة هي دولة المدينة الفاضلة وهكذا يستمر بالفرضية تلو الفرضية. لقد أصبح انقيادهم لعواطفهم وثقتهم بأفكارهم لدرجة أنهم لا يدركون مدى هشاشتهم.
حتى إنهم لا يستطيعون التعامل مع الأفكار الأخرى، في حين أن المسلمين ليس لديهم مشاكل في فهم الأفكار الغربية وجذورها وبالتالي ليس لدينا مشكلة في عرضها وبيان هزلها ورفضها.
الحقيقة هي، أن الإسلام هو نظام فريد من نوعه على كل المستويات، وجاء بمثابة رسالة للبشرية جمعاء، بغض النظر عن العرق أو الوضع الاجتماعي أو القدرة الفكرية. فالأدلة على وجود خالق هي أدلة عقلية مما يدل على وجود رسالة إلهية. فالمسلمون بالمثل عانوا من الاستغلال الديني في العصور الوسطى لأوروبا لذلك لا نحتاج لتنويرهم.
فالإسلام لا يعطينا الحق ولا يقر بتحقير وإذلال الآخرين، ولكن في الوقت نفسه فالله عزّ وجل خلق ألسنة لنا وأعطانا أفواهًا لنقول الحقيقة مهما كانت العواقب والنتائج، هذه حقيقة فمن واجبات الإسلام محاسبة الحكام، فالخلافة نظام فريد ومن دون مقارنة فتاريخها مشرق وطويل ويسهل إثباته. وستكون أكثر إشراقا عندما تعود قريبا إن شاء الله.
نحن المسلمين في الغرب نحمل على عاتقنا مسؤوليةً كبيرةً عندما يتعلق الأمر بالوقوف مع الإسلام ورفض كل هذه الادعاءات والافتراءات. فعلينا تقديم الإسلام بصورة قوية واضحة لا لبس فيها حتى يصبح المسلمون أكثر ثقة في دينهم وحتى نرسم لغير المسلمين طريق الإسلام ونوره.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا