الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق نساء وأطفال اليمن يتحملون تبعات الضربات الجوية والنزاعات المدعومة غربيًا في البلاد ‏(مترجم)‏

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر‎:‎


ذكرت اليونيسيف في تقريرها الصادر في السابع من نيسان، بأن الغالبية العظمى من الـ 100.000 ‏الذين فروا من ديارهم في اليمن منذ بدء الهجمات الجوية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في المناطق ‏التي يسيطرون عليها في البلاد منذ أسبوعين كانوا من النساء والأطفال. وذكرت المنظمة أيضًا بأن 74 ‏طفلًا قُتلوا وشُوِّه 44 منذ السادس والعشرين من آذار، لكنها شددت على أن هذه الأرقام متحفظ عليها ‏وبأنها تعتقد أن إجمالي عدد الأطفال أعلى من ذلك بكثير. وفي السابع من نيسان أيضًا، ذكرت رويترز ‏بأن الضربات الجوية على قرية بيت رجال غرب العاصمة صنعاء خلفت ثلاث نساء وثلاثة أطفال قتلى ‏من عائلة واحدة. وما هذه إلا حادثة واحدة من حوادث عديدة دفعت فيها نساء وأطفال اليمن الأبرياء ثمنًا ‏باهظًا نتيجة الهجوم المدعوم غربيًا والذي سُمي بعاصفة الحزم وكذلك الصراع الداخلي المستمر داخل ‏البلاد. وذكرت منظمة العفو الدولية بأن ما لا يقل عن ستة أطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات قتلوا في ‏غارات جوية في صنعاء في السادس والعشرين من آذار، حيث حولت هذه الغارات 14 منزلًا إلى أنقاض ‏في حي سكني قريب من مطار المدينة الدولي. وفي غارة جوية في الثلاثين من آذار على مخيم المزرق ‏للنازحين من داخل البلاد والذي يقع شمال اليمن، كان بين عشرات الجرحى والقتلى 11 طفلًا على الأقل. ‏كما جاء في تقارير بأن أربعة أطفال ماتوا حرقًا نتيجة الضربات على محافظة إب في الواحد والثلاثين من ‏آذار كما شملت الوفيات امرأتين. هذا وأصيبت العديد من النساء وأطفال آخرين أو قتلوا نتيجة للصراع ‏الداخلي المحتدم داخل البلاد بين مقاتلي الحوثي والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.‏

 

التعليق‎:‎


كان اليمن يواجه بالفعل وضعًا إنسانيًا مترديًا قبل الهجوم الذي تقوده السعودية فيما يُسمى بعملية ‏عاصفة الحزم. ووفقًا لمنظمة أوكسفام، كان ستة من كل عشرة يمنيين يعيشون دون غذاء كاف أو مياه ‏نظيفة، ولا يحصلون على الخدمات الأساسية، بما في ذلك ملايين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ‏الشديدة. 334.000 كانوا قد سجلوا كنازحين داخليًا في اليمن نتيجة لسنوات طويلة من الصراع الداخلي ‏الذي تعاني منه البلاد. والآن مع هذه الأزمة الحالية، تدهور الوضع الإنساني أكثر فأكثر. لقد دمر العنف ‏منازل الناس الخاصة والمستشفيات والمرافق التعليمية والبنية التحتية في مواقع عديدة، ما أثر على ‏إمدادات الكهرباء والماء وتسبب في أن تفيض مياه الصرف الصحي في بعض المناطق، ما زاد من ‏مخاطر الإصابة بالأمراض. مناطق أخرى تعاني نفادًا سريعًا في المواد الغذائية والمياه العذبة. كل هذا ‏أدى إلى جعل الحياة لا تطاق بالنسبة لملايين النساء والأطفال في اليمن.‏


يُعد اليمن مثالًا حيًا حديثًا على أن الخسائر في أرواح نساء وأطفال المسلمين الأبرياء قد أصبحت من ‏الآثار الجانبية للضرر الذي تسببت به الحكومات الغربية التي غذت الصراعات في بلادنا بل إنها تنتشي ‏وتكون أكثر من سعيدة عندما تمول وتسلح وتحرض لاعبيها التابعين المفضلين لخوض الحرب في ‏المنطقة، كل ذلك لتحقيق مصالح شخصية أنانية بصرف النظر عن الخسائر الإنسانية البشرية. إن هذا ‏الذي يجري ليس صراعًا بين سنة وشيعةـ كما أنه ليس مجرد صراع بين الحوثي ونظام الرئيس عبد ربه ‏منصور هادي بدعم من السعودية ودول الخليج. بل إنه ناتج عن الصراع القديم بين الدول الاستعمارية - ‏وهي في هذه الحالة الولايات المتحدة وبريطانيا - لجعل لاعبيهم العملاء المفضلين هم من يحكم البلاد ‏خدمة لمصالح سياسية واقتصادية استعمارية. وإنه لمن المخجل، أن تكون الأنظمة في العالم الإسلامي قد ‏قبلت مرةً أخرى أن تحول بلادنا إلى ساحة دمار ومقبرة لنساء وأطفال المسلمين تلبية لطلبات أسيادهم ‏الغربيين وخططهم الاستعمارية. ويا للسخرية كيف يتجاهل النظام الذي يدعي أنه خادم الحرمين الشريفين ‏حديث رسول الله صلالله عليه وسلم : حدثنا عبد الله بن عمر قال رأيت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك ‏وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمةً منك» ‏حقًا، إنه حديث يجب على جميع أولئك الذين هم على استعداد لسفك دماء إخوانهم المسلمين أن يتأملوه ‏بأقصى قدر من الجدية.‏


من الواضح أنه على مدى التسعة عقود الماضية في ظل غياب دولة الخلافة ووجود الأنظمة ‏الوضعية البشرية في العالم الإسلامي، ابتُليت بلادنا وأُنهكت بانعدام الأمن والعنف بسبب الخصومات ‏السياسية بين الأحزاب والفصائل التي تتنافس للوصول إلى السلطة تنفيذًا لأجندات القوى الغربية الأجنبية ‏التي تسعى لتحقيق مكاسبها الخاصة. وعلاوةً على ذلك، فلا مفر من الظلم والمحسوبية والمداهنة الناتجة ‏عن حكم الأنظمة غير الإسلامية للشعوب ما ولد وببساطة غضبًا هائلًا وشعورًا بالإحباط بين مختلف ‏شرائح المجتمع الذين حرموا من حقوقهم ومستوى عيش كريم، كل هذا كان حجر أساس لعدم الاستقرار ‏ونشوء الصراع الذي كانت النساء والأطفال من أولى ضحاياه. فمن المؤكد إذن أن أوان التخلص من هذه ‏الأنظمة والحكومات العميلة للغرب الخادمة لمصالحه والتي كانت مشعلًا وفتيلًا يحرق بلادنا قد آن، وقد ‏آن إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة على أنقاض عروشهم. هذه الدولة هي وحدها التي من ‏شأنها أن توقف بل تمنع التلاعب الخارجي بسياسات بلادنا وهي التي تملك سياسةً داخليةً توحد المجتمع ‏بكل أطيافه. هذا ما سيكون بإذن الله عند تطبيق النظام الإسلامي تطبيقًا شاملًا ما سيضمن الكرامة ‏والحقوق والازدهار والعدالة لجميع الرعايا على قدم المساواة، دون تحيز أو محسوبية، وذلك عن طريق ‏تطبيق قوانين فرضها خالق الكون العليم الحكيم.‏

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع