السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق صراع الرايات

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في خبر على "البوابة" بعنوان "صراع رايات بمناطق المعارضة في حلب" في 2015/4/11م جاء فيه:


شهدت مدينة حلب السورية في الأيام القليلة الماضية توتراً بين ناشطي الثورة السورية وحزب التحرير الإسلامي، بعد قيام الأخير بإزالة وتمزيق أعلام الثورة، ورفع راياتهم مستعينين في ذلك بعدد من الفصائل الإسلامية في المدينة.


وأفاد أحد الناشطين في المدينة - رفض الكشف عن اسمه - لمراسل الأناضول أن النجاح الكبير لحملة "ارفع علم ثورتك"، التي أطلقها ناشطون في الذكرى الرابعة للثورة السورية؛ أغضب حزب التحرير الذي نشط مؤخرا في الأراضي المحررة، مشيراً إلى أن الحزب جيّش بعض عناصر الفصائل الإسلامية لمواجهة من وصفوهم بـ"العلمانيين"، حيث قامت عناصر من كتائب "أبو عمارة"، وجبهة النصرة، وحركة الفجر الإسلامية، باقتحام حي بستان القصر بحلب يوم الجمعة الماضي، وأزالوا أعلام الثورة المعلقة في شوارع الحي ومزقوها، هاتفين عبارات "إسلامية إسلامية"، و"حلب إسلامية"، و"تسقط العلمانية"، ورفعوا بدلاً عنهم راياتهم السوداء...


ويختم الخبر بالقول:


من جانبه استبعد "أحمد عبد الوهاب" - "رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا" - تورط عناصر من الحزب بالأحداث التي جرت، مشيراً إلى أنه في حال صح هذا الأمر، فهو تصرف فردي والحزب غير مسؤول عنه"، وفق قوله.


وتأسس حزب التحرير الإسلامي عام 1953 على يد القاضي "تقي الدين النبهاني"، ويدعو الحزب إلى إعادة إنشاء الخلافة في العالم الإسلامي، ويقول المنتمون إليه أن "الحزب يرفض استخدام السلاح؛ لذلك لا يوجد جناح عسكري له".

التعليق:


سلي الرماح العوالي عن معالينا = واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا


بيض صنائعنا سود وقائعنا = خضر مرابعنا حمر مواضينا


لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا = ولا ينال العلا من قدم الحذرا


هذه أبيات من قصيدة لصفي الدين الحِلّي، غير أن صفي الدين ليس من أبناء القرن الثامن عشر أو التاسع عشر أو العشرين، ولم يشهد الاستعمار الفرنسي ولا الانتداب البريطاني، بل ولد قبل ذلك بكثير حيث عاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدمير حاضرة الخلافة العباسية آنذاك.
لم ينظم صفي الدين الحِلِّي بيته القائل:


بيض صنائعنا سود وقائعنا = خضر مرابعنا حمر مواضينا


ليحدد بها ألوان أعلام دول كرتونية سيقيمها المستعمر على أنقاض الدولة الإسلامية، ولم يخطر بخلده أن قوما تلك صفاتهم ستكون قوتهم في فرقتهم وتفرقهم في كيانات وأي كيانات!


لم يكن صفي الدين الحِلّي جالسا على مائدة الخمر مع سايكس وبيكو حيث بسطت عليها خارطة العالم الإسلامي ليسطر قلم المستعمرين حدود دول مصطنعة على أنقاض الدولة العثمانية... نعم لم يكن هناك، ولم يكن أيضا حاضرا في أوكار دعاة الوطنية والقومية المضبوعين بالغرب عندما تنزل عليهم الإلهام الاستعماري باتخاذ الأبيض والأسود والأخضر والأحمر ألوانا للثورة العربية الخيانية...


وبعيدا عن الشعر والشعراء، فإن كل أمة أو شعب تتخذ رموزا وشعارات لها ترى فيها تعبيرا عن كنهها ومادتها، وتشير إلى نظرتها وغاياتها. حتى إن عِلماً يدرَّس في الجامعات وتلقى فيه المحاضرات اسمه علم الشعارات أو الرموز، سواء أكانت للشركات أم المؤسسات أم الدول والشعوب، فهذه أمريكا تضع نجوما في علمها لتعبر عن وحدة ولاياتها، وتلك كوريا الجنوبية ترمز بكل جزء من علمها إلى ثقافتها وفلسفتها، وبريطانيا تتخذ من صليب أحمر للقديس جورج (شفيع إنكلترا كما يعتقدون) جزءا من علمها، وفرنسا وضعت علمها من ثلاثة ألوان ليدل على مفاهيم الثورة الفرنسية، وغيره كثير... فلماذا يُستحمر المسلمون عندما ترفض أعلام سايكس بيكو وخاصة في ثورة الشام؟


إن من اختار علم الاستعمار الفرنسي ليعبر عن ثورة الشام لا يمكن أن يكون ذا قصد بريء، فهم ـ باختيارهم ذاك ـ يوصلون رسالة قديمة جديدة، ملخصها أنهم على درب الغرب وحضارته ونظمه سائرون وللمستعمر كل آيات الطاعة مقدمون... حتى في الرموز والشعارات.


ولكن ما بال راية العقاب التي اختارها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، هل هي غريبة عن هذه الأمة؟ وهل احتضان جعفر الطيار لها لما قطعت يداه وهو يحملها في مؤتة لا تعني شيئا لأهل الشام؟


هل راية سوداء ولواء أبيض خط عليهما لفظ الشهادتين بعيدان عن كنه أهل الشام ومادتهم وطينتهم حتى يرفضها الرافضون؟ ويتساهل فيها المتساهلون؟ ما لكم كيف تحكمون؟!


نحن نعلم أن أذناب الغرب يستغلون فرصة لفظ الناس لأعمال تنظيم البغدادي لينالوا من مشروع الخلافة الحقيقي وأصحابه المخلصين الواعين، وليثنوا أهل الشام عن جوهر ثورتهم التي خرجت لله ولله وحده، ولذلك نرى هذه الحملة المستعرة المحمومة في جو ملوث بلوثات الإعلام المأجور، فهل سيتخلى أهل الشام عن شعار ثورتهم ورايته؟ كلا وألف كلا.


نعم لراية رسول الله... لا لأعلام الاستعمار


هذا هو مختصر القول ومنتهاه يا أهل الشام.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع