السبت، 14 محرّم 1446هـ| 2024/07/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الرباط في سبيل الله

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نقلت جريدة الدستور الصادرة يوم الأحد 12 نيسان/أبريل 2015م، تأكيد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن الخدمة العسكرية والشرطية في سيناء هي رباط في سبيل الله، وأن الخدمة في قواتنا المسلحة وفي أي سلاح من أسلحتها هو عين الجهاد في سبيل الله، وأن جميع الساهرين على أمن الوطن سواء المرابطين على الحدود أو الساهرين على الأمن الداخلي هم عيون لا تمسها النار، كما أشار إلى وقوف الجميع صفًا واحدًا خلف القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، الذي أعلن بصراحة ووضوح أن مصر لم ولن تتخلى عن أمن أمتها العربية وقضاياها العادلة، كما أنها لم ولن تتراجع قيد أنملة في مواجهة الإرهاب الغاشم حتى تقتلعه من جذوره، وأعرب عن أمله في أن تفكر القوات المسلحة في فتح باب التطوع لمواجهة الإرهاب، ليدرك العالم كله مدى التفاف الشعب المصري حول السيسي، وإيمانه بوطنه وقضايا أمته.

 

التعليق:


الجهاد والرباط في سبيل الله حكم شرعي له واقع معين يجعله في سبيل الله، وهذا الواقع بينه لنا ما رواه البخاري في صحيحه، قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله، قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»، فحدد النبي صلى الله عليه وسلم أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، ولم يقل من قاتل لحفظ عروش الحكام، ولا للحفاظ على حدود قطرية، ولا لحماية كيان يهود، ولا لتنفيذ مشاريع الغرب، فضلًا عن قتل أبناء الأمة إرضاءً للغرب الكافر. أما قضايا الأمة العادلة فنختصرها في قضية واحدة هي قضية الأمة المصيرية والعادلة، ألا وهي إقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تطبق الإسلام كاملًا غير منقوص، فترعى به شئون الناس في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، وتنهي التبعية للغرب وتقضي على إرهابه، وتزيل الحدود بين الأمة وتعيد لها سلطانها المسلوب وثرواتها المنهوبة وتحطم عروش حكام الضرار التي نخر فيها الفساد، وتحرر الأقصى من رجس يهود. فأين هو الرباط في سبيل الله مما ذكرت يا وزير الأوقاف؟! وأين هي القضايا العادلة لأمة تنهب خيراتها ويقتل أبناؤها لبسط نفوذ عدوها عليها؟!


بل إن هؤلاء الحكام هم عملاء للغرب يرعون مصالحه لا مصالح الأمة، لا تحركهم عقيدة ولا مبدأ ولا حتى قومية أو وطنية أو طائفية، وإنما يحركهم الحفاظ على عروشهم وكراسيهم وخدمة مصالح سادتهم في الغرب وبسط نفوذهم، فهل يعتبر الرباط تحت راية هؤلاء الحكام في سبيل الله؟! قطعًا لا، بل إن الثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم نهيه عن العمل في شرطة وجند وخزنة هؤلاء الحكام، فيما رواه ابن حبان في صحيحه، قال صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان يكون عليكم أمراء سفهاء، يقدمون شرار الناس ويظهرون بخيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفًا ولا شرطيًا ولا جابيًا ولا خازنًا»، فكيف اعتبرته رباطًا وجهادًا في سبيل الله وما هي حجتك؟! وما هو الوطن الذي تحدثت عنه؟! وهل يقر الإسلام الوطنية والعصبية والعرقية؟! وهل يجوز الوقوف خلف حاكم لا يحكم بالإسلام ويحافظ على تقسيم الأمة ويستمد سلطانه من عدوها ويتبنى مشروعه؟!


إن الإسلام يا وزير الأوقاف صهر العرقيات والعصبيات كلها في بوتقة الإسلام، فصار بلال وعلي وصهيب وسلمان إخوة تربطهم عقيدة الإسلام، وصار أبو جهل عدوًا رغم أنه من نفس الوطن، وصار أبو لهب عدوًا رغم كونه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمة الإسلام واحدة كما أخبر الله في كتابه ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـةً وَاحِدَةً وَأَنَـا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، فهي أمة واحدة بعربها وعجمها وفرسها وكردها وشامها ومصرها، أمة واحدة يجير على ذمتهم أدناهم، ويرد عنها أقصاهم وهم يد على من سواهم، ولا يجوز أن يفصل بينها حدود ولا أن تبقى أرضها تحت يد كيان يهود.


هذا دور الجيوش يا وزير الأوقاف تحرير أرض الأمة المغتصبة، وليس حماية وحراسة الغاصبين مثل كيان يهود، ولا تبني أفكار ومفاهيم الغرب عن الإرهاب وإلصاقها بالإسلام، وهم أصله وفصله وصانعوه، هذا هو الرباط وهذا ما كان ينبغي أن تطالب بالتطوع له لتحرير أرض الإسلام، وإعادة الأمة إلى سابق عهدها دولةً واحدةً، خلافةً على منهاج النبوة، تطبق الإسلام في الداخل فيرى الناس عدل الإسلام وإحسانه وأمنه وأمانه، يرونها في أحكام الإسلام التي أصبحت واقعًا عمليًا مطبقًا عليهم، وتحمل الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد فتزيل الرأسمالية الجاثمة على رؤوس الناس وتعيد إليهم حقوقهم التى نهبتها بجشعها وطمعها. فأين أنتم من هذه الدعوة يا وزير الأوقاف وكيف ستلقون الله أعوانًا للظالمين والأمراء السفهاء، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم، قَالَ: «يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أُمَرَاءٌ سَيَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي، مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِحَدِيثِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَمْ يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِحَدِيثِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَأُولَئِكَ يَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ».


يا وزير الأوقاف ألم يأن لك وعلماء الأزهر أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق، ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾، وتكونوا من الداعين لما أوجبه الله عليكم من عمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تعيد للأمة عزها عوضًا عن اتباع الحكام، فإنهم لن يغنوا عنكم من الله شيئًا، ولا تكتموا ما علمتم من الكتاب ولا تشتروا به ثمنًا قليلًا، وإننا نربأ بكم أن تحاجوهم في النار فيتبرأوا منكم، فتبرأوا منهم اليوم أنتم واشتروا ما عند الله بدنياهم وآخرتهم ولا تبيعوا آخرتكم بدنياهم، فكونوا للأمة عونًا وسندًا ولا تعينوا عليها عدوها، فهذا دوركم قبل غيركم وهذا ما علمتم من الكتاب والسنة فاتبعوه تفوزوا وتفوز الأمة بكم.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع