الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أين المسلمون وحقهم في الرعاية على أجندات حكامنا...؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


ذكرت سي إن إن العربية بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر خبر مقتل 107 أشخاص وجرح 230 على الأقل بعدما سقطت رافعة ضخمة على الحرم المكي.

\n


وأظهرت صور الحادث رافعة ضخمة وقد سقطت على سقف الحرم في وقت كان المسجد مكتظا بالمصلين.

\n


وقال قائد الدفاع المدني السعودي إن الرياح الشديدة والأمطار كانا السبب في سقوط الرافعة الضخمة.

\n


وقال الفريق سليمان بن عبد الله العمر قائد الدفاع المدني إن سرعة الرياح وصلت إلى 83 كيلومترا في الساعة.

\n


وعادة ما يشهد يوم الجمعة ازدحام الحرم بالمصلين بالإضافة إلى الحجاج الذين توافد عدد هائل منهم إلى مكة.

\n


وقد شهدت شبه الجزيرة العربية عواصف رملية هوجاء الأسبوع الماضي.

\n

 

\n

التعليق:

\n


لا شك أننا أصبحنا في زمان اعتبر البعض فيه الحكم مغنما، وصار كرسي الرئاسة والولاية مطمعا، فتراق من أجل الوصول إليه الدماء، وتزهق في سبيله الأرواح، وتضيع كثير من مقدرات الأمة والشعوب بسبب التطاحن على المناصب الزائلة، والولايات الجائرة، ونسي الكثيرون في غمرة هذه الصراعات أن الإمامة وولاية شئون المسلمين ورياستهم مغرم لا مغنم، وواجبات لا مكرمات وتشريفات، ولذلك نجد النبي عليه الصلاة والسلام يقول لصاحبه أبي ذر ناصحا إياه بعدم تحمل هذه الأمانة الثقيلة، فقال: «يَا أَبَا ذَرّ! إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا..».

\n


ومن هذا المنطلق نجد النبي عليه الصلاة والسلام قد حذر من أن يوكل أمر من أمور المسلمين إلى غير أهله ممن عرف بفسقه أو خيانته أو ضعفه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة» قيل: يا رسول الله وما تضييع الأمانة؟ فقال: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». ويقول سبحانه: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾.

\n


وفي خضم هذه الشروط اللازمة لمن يحمل مسؤولية الأمة ورعايتها حق الرعاية في دينها ودنياها، نجد الأمة وقد ضاعت واضطهدت، وحوربت وضيق عليها، وهجرت وفقدت كل مقومات وجودها، وما ذلك إلا لولاية غير الأكفاء مسؤوليتها وإدارة شؤونها، فضيعوا الأمة وساهموا في تفريقها وشتات أمرها وتمزيقها، فأصبحوا جناة لا رعاة، فحادثة الحرم الأليمة خير مثال ودليل على الإهمال والتقصير في حق الرعية وممن يسمون أنفسهم ولاة أمور وأصحاب مسؤولية وضيافة ممزوجة بالأمان والاطمئنان..

\n


من المسؤول عن هذه الأرواح التي أزهقت؟؟ وبأي ذنب؟ وكيف ستكون المحاسبة؟؟

\n


مع العلم أن مكة المكرمة تتعرض إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي منذ ما يقارب الأسبوع، ما تسبب في تشكل العواصف الرعدية المترافقة بالأمطار الغزيرة، والرياح القوية، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع الحادثة المؤسفة...

\n


ألم تنذر قوة الرياح بمخاطر وجود الرافعات فوق رؤوس العباد؟؟ لم لم تتخذ إجراءات الأمان اللازمة للمحافظة على الأرواح؟؟ أم أنها تتخذ بعد وقوع المصائب والكوارث كما عهدناهم كل شتاء عندما تغرق المدن بمياه الأمطار فتجرف البشر والشجر...

\n


أين نحن من مفهوم محاسبة الحكام على تقصيرهم وسوء رعايتهم؟ ألم يقل الله فيهم ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْن * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، أليسوا مستأمنين على الأمة ورعايتها وحفظ أرواحها فيقول الله فيهم: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾. فتسألهم الأمة وتحاسبهم، ويسأل عنها أمام الله. فإذا تركت المساءلة عم البلاء والفساد ورحم الله أمير المؤمنين عمر فلقد بلغه أن عثمان بن العاص قد حمل أناسا في البحر. فقال عمر: حملهم وليس بينهم وبين البحر إلا ألواح؟. والله لئن هلكوا لآخذن ديتهم من ثقيف. فاعتبر عمر أن فعل عثمان فيه تقصير لأنه حملهم على مركب غير مؤهل للإبحار. أي لم يحسن في عمله.

\n


فالولاية رعاية، والرعاية مسؤولية، فيجب على كل من ولي من أمور الناس شيئًا أن يتقي الله تعالى فيهم، ويعلم أن الله سائله عما استرعاه، قال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راعٍ، وكلم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

\n


فأين حكامنا اليوم من رعاية شؤون أمتهم، أين هم من معاناتها ومآسيها، هجر من هجر، وقتل من قتل، وهم يصمون آذانهم عن استغاثات الأرامل والثكالى، وصرخات الأطفال اليتامى، أين هم من قضايا أمتهم؟! وقد كانوا عونا وسندا لدول الغرب عليها...

\n


إننا يوما بعد يوم نوقن تماما أن لا خلاص ولا فكاك، ولا حل لقضايانا إلا بإزالة وخلع سبب بؤسنا وقلة حيلتنا وضعفنا واستهانة الكفار بنا، وهم حكامنا ومن يسمون أنفسهم ولاة أمورنا، من جذورهم وتنصيب حاكم مسلم يخاف الله فينا، ويرعانا حق الرعاية، فيكون في مكانه مكلفا لا مشرفا... يسأل ويحاسب ويؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يرتجع لجادة الصواب، دون خوف أو خشية من قطع عنق أو محاربة في رزق...

\n


نسأل الله العلي العظيم الرحمة لموتى بيت الله الحرام، والشفاء للجرحى، والصبر والسلوان لأهاليهم وذويهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..

\n


﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚإِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبته ﻹذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رائدة محمد

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع