خبر وتعليق السودان يرخص لشركةٍ روسيةٍ للتنقيب عن الذهب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
\n
الخبر:
\n
نشر موقع الجزيرة نت تحت عنوان \"السودان يرخص لشركةٍ روسيةٍ للتنقيب عن الذهب\" ما يلي:
\n
وقعت وزارة المعادن السودانية أمس الأربعاء مع شركة سيباني الروسية عقدَ امتيازٍ للتنقيبِ عن الذهبِ في مواقعَ بشرقِ وشمالِ البلاد، وذلك بحضور الرئيس عمر البشير وعددٍ من المسؤولين، وينص الاتفاق على استخراج 33 طناً في الأشهر الستة الأولى من بداية توقيع العقد، وتقولُ الشركةُ الروسيةُ إن احتياطي الذهب بولايتي البحر الأحمر (شرق) ونهر النيل (شمال) تقدر بـ 46 ألف طنٍ وتتجاوزُ قيمتُه تريليوناً وسبعمائة مليار دولار، ويقدر احتياطي الذهب في المواقع المعنية بالتنقيب بثمانية آلاف طن، أي ما تصل قيمته ثلاثمائة مليار دولار.
\n
وأضافَ موقعُ الجزيرةِ أن استخراجَ الذهبِ يُعدّ مكوناً أساسياً ضمن جهود حكومة الخرطوم لدعم الاقتصاد المتعثر بعد فقد ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفظ بعد انفصال جنوب السودان صيف 2011، وتعمل أكثر من ستين شركة أجنبية في قطاع التعدين بالسودان بينها شركاتٌ من الصين وروسيا وكندا وأوروبا والعالم العربي.
\n
التعليق:
\n
لطالما قال المخلصون إن بلاد المسلمين ليست بفقيرة، ولو كانت فقيرةً لما تنافست الدول الاستعمارية على استعمارها ومَص خيراتها، كلّ منها يعمل ليل نهار ليكون له من كعكتها نصيب، ويشعلون الحروب فيها لتدميرها ومن ثم نهبها وترك أهلها يتضورون جوعا.
\n
ولطالما قال المخلصون إن المشكلةَ في بلاد المسلمين هي مشكلةٌ سياسيةٌ قبل أن تكون اقتصاديةً، وإن مشكلةَ فقرِ العبادِ فيها هي مشكلةُ توزيعِ الثرواتِ التي استأثر بها ما يسمى بحكام المسلمين ويتصرفون فيها كما لو كانت حقاً لهم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم!! ولذلك أصبحوا من أصحابِ الملياراتِ، ينفقونها على بطونهم وشهواتهم ما ظهر منها وما بطن، بينما يُعاني المسلمون عامةً الفقرَ والعوزَ والحاجةَ، وانشغل الكثيرُ من أبناء المسلمين في العمل ليل نهار لتأمينِ قوتِ عيالِهم، وأصبحَ حلمُ الكثيرين من أبناء المسلمين الهروبَ من البلادِ إلى أوروبا عبرَ البحارِ الهائجةِ المائجةِ غيرَ مُبالين بالأخطارِ التي قد تُودي بحياتهم، والسودانُ مثالٌ حيّ على ما نقول، فهو بلدٌ يزخرُ بالثرواتِ كما جاء في الخبر أعلاه، وفي باطنه أطنانٌ من الذهبِ، وهو سلةُ العالمِ الإسلامي كما يصفُه الاقتصاديون لو تمّ استغلالُ أراضيه في الزراعة، ومع ذلك فإن مسلمي السودان يُعانون فقراً مدقعاً، إلى درجة أن بعضَ الناسِ في السودان لا مأوى لهم فينامون في الشوارع، وقد أعلنتْ الأممُ المتحدةُ السنةَ الماضيةَ أنّ 50% من أهل السودان يعيشون تحت خط الفقر، أي ما يعادل 15 مليون سوداني، وذكر مراسلُ الجزيرةِ أن 70% من أهل السودان يُعانون من صعوباتٍ في الحصولِ على حاجاتهم الأساسية مثل الماء والغذاء والتعليم والعلاج، مع أن ما سرقه الرئيس السوداني عمر البشير كما أفادت وثائق ويكليكس سنة 2010 يعادل 9 مليارات من الدولارات أودَعَها في بنوكٍ أمريكيةٍ وأخرى بريطانيةٍ، والآن تقومُ الشركاتُ الأجنبيةُ بسرقةِ الثرواتِ ومع ذلك لا يتحركُ أهلُ السودان!!
\n
يا أهلَنا في السودان إن ثرواتِ السودانِ هي من حقكم وليست من حق الحزب الحاكم الفاجر في السودان، وليست من حق الشركات الأجنبية التي تنقبُ عن أطنانٍ من الذهب ثم تسرقه، إنّ هذه الثروات هي حقّكُم أنتم، وما عليكم إلا أن تقفوا في وجه حكومتكم الفاجرة التي تسرق وتغطي على السُرّاق، فتقصروها على الحق قصراً وتأطروها على الحق أطراً، أقيموا دولةَ الخلافةِ على منهاج النبوة ونصبوا عليكم وعلينا خليفةً تقياً يرعانا بالإسلام، فيوزع الثروات علينا بالعدل والسوية ولا يبقي في بلاد المسلمين فقيراً ولا مسكيناً، بل نعيدُ سيرةَ الخليفةِ العادلِ عمرِ بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي نثر القمح على رؤوس الجبال حتى لا يُقال جاع طائرٌ في بلاد المسلمين.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام - أوروبا