خبر وتعليق السعودية قد تفلس خلال عامين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريراً كتبه محرر إدارة الأعمال الدولية للصحيفة إمبروز إيفانز بريتشارد قال فيه: إن المملكة العربية السعودية سوف تبدأ الدخول في ورطة في غضون عامين، وستكون معرضة لأزمة وجودية بحلول نهاية العقد الحالي.
\n
إذ يبلغ السعر التعاقدي للنفط الخام الأمريكي الذي سيُسلَّم في كانون الأول/ديسمبر 2020 حاليًا 62,05 دولارًا، ممَّا يدل على تغيير صارم في المشهد الاقتصادي للشرق الأوسط والدول المالكة للنفط.
\n
ويقول إمبروز: جازف السعوديون مجازفةً كبيرةً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما توقَّفوا عن دعم الأسعار واختاروا إغراق السوق وإبعاد المنافسين، ممَّا رفع إنتاجهم إلى 10,6 مليون برميل يوميًا في مواجهة الكساد. يقول بنك أمريكا إنَّ منظمة الأوبك قد \"انحلَّت عمليًّا\"، وقد يُغلِق اتحاد المُنتجين كذلك مكاتبه في فينا لتوفير النفقات.
\n
المشكلة التي تواجه السعوديين أنَّ الشركات الأمريكية التي تقوم بالتكسير الهيدروليكي للصخور ليست عالية التكلفة، فأغلبها متوسط التكلفة، ويعتقد خبراء شركة IHS، كما قلتُ في حديثي عن المؤتمر السنوي للطاقة CERAWeek بهيوستن، أنَّ شركات النفط الصخري قد تكون قادرة على تخفيض تلك التكاليف بمقدار 45 بالمئة هذا العام، وليس فقط بواسطة الانتقال تكتيكيًا إلى آبار ذات إنتاج عالٍ.
\n
يُقدِّر صندوق النقد الدولي أنَّ عجز الميزانية سيصل إلى 20 بالمئة من إجمالي الدخل القومي هذا العام، أو 140 مليار دولار تقريبًا، ونقطة التعادل هي 106 دولارًا.
\n
لا ينوي الملك سلمان تخفيض الإنفاق، بل يُنفِق المزيد من المال، ويمنح 32 مليار دولار علاوة تتويج لكل العاملين والمتقاعدين. لقد شنَّ حربًا مُكلِّفة على الحوثيين في اليمن وانخرط في تحديث ضخم للجيش - معتمدا تمامًا على الأسلحة المستوردة - سيدفع السعودية نحو المرتبٍة الخامسة في تصنيف الدفاع العالمي.
تقود العائلة المالكة السعودية القضية السُنِّية ضد إيران المنبعثة، في حرب على الهيمنة في صراع مرير بين السُنَّة والشيعة في أنحاء الشرق الأوسط. قال جيم ووزلي؛ الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: «لا يدور في عقل السعوديين الآن سوى شيء واحد وهو الإيرانيون. لديهم مشكلة خطيرة جدًا، فوكلاء إيران يديرون اليمن وسوريا والعراق ولبنان»...
\n
\n
التعليق:
\n
التقرير يحوي الكثير من الأرقام والحقائق حول انخفاض تكلفة تكسير الصخر الزيتي وأثر ذلك على الأسعار، ولكن اللافت هنا هو تزامن التقرير مع طرح السعودية لسندات سيادية بقيمة 20 مليار ريال قبل أيام لبيعها \"بالربا\" للمؤسسات العامة والبنوك.
\n
يضاف إلى ذلك ما يسربه المغرد السعودي الشهير \"مجتهد\" على توتير منذ شهر من أرقام حول تكلفة عاصفة الحزم، وعن تحويل ريع ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا إلى حساب خاص لمحمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي (أي ما يعادل نصف مليار ريال يوميا) وضعت تحت تصرفه، علاوة على سرقات أخرى جعلت الدولة تسحب 100 مليار دولار من الاحتياطي وتبيع السندات... الخ ذلك من تسريبات خطيرة من داخل أروقة الحكم في السعودية.
\n
وقد قدرت الدويتشه فيله الألمانية في تقرير لها أن إنفاق السعودية في العام الماضي العسكري وصل إلى 81 مليار دولار لتشكل ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، وقدرت أن تكلفة الحرب على اليمن وصلت بحلول أواسط شهر نيسان/أبريل 2015 أي بعد أقل من شهر من بدئها 30 مليار دولار، تشمل كلفة تشغيل 175 طائرة بذخائرها (100 منها سعودية) بالإضافة لوضع 150 ألف جندي في وضعية التأهب.
\n
اللافت أن صندوق النقد الدولي وبالرغم من تقديره لعجز الموازنة السعودية بـ 20% من الناتج المحلي بسبب انخفاض الإيرادات النفطية إلا أنه أغفل أثر \"عاصفة الحزم\" على الموازنة السعودية مع أن ذلك واضح كل الوضوح.
\n
والخلاصة أن آل سعود علاوة على أنهم يخوضون حربا في اليمن بالوكالة، وفوق تأجيج الصراع الطائفي هم وحكام إيران، وفوق سرقة أموال الملكية العامة التي يملأون بها حساباتهم الخاصة في سويسرا ولوكسمبرغ والبهاما وغيرها، وفوق صفقات السلاح التي تكدس وتشهر على المسلمين فقط، وفوق أنهم يطرحون سندات سيادية للبيع، أي يجعلون الدولة مدينة وبالربا، فوق ذلك كله فإن أحدا منهم لم يفكر في تحويل شيء يسير من تلك الأموال لمشاريع صناعية مهمة تعطي البلاد فرصة لتنويع مصادر الدخل بدل الاعتماد في 90% منه على عوائد النفط. ولم يفكر واحد منهم في بناء مصنع للسلاح (ولو الخفيف منه).
\n
وهنا يقفز إلى الذهن تساؤل فيما إذا بات آل سعود يدركون أن نهايتهم أصبحت قريبة ومحتومة ما يجعلهم يستعجلون الخُطا لسرقة أكبر قدر من ثروة البلاد بل ورهن البلاد نفسها للدائنين؟
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى