الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

الخضوع لإملاءات المنظمات الاستعمارية... إلى متى؟

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:‏

\n

 

\n


تحت عنوان \"رفع الدعم عن الوقود...دواء علقم لعلاج التحديات الاقتصادية وخطوة ضرورية لمواجهة نزيف ‏التهريب\"، استعرضت جريدة الرؤية الإلكترونية بتاريخ 02 آب/أغسطس دراسة أعدتها غرفة تجارة وصناعة عُمان حول ‏توجه الحكومة لرفع الدعم عن المحروقات تناولت سبعة محاور رئيسة كان من ضمنها طرح تساؤل عن \"هل الظروف ‏الاقتصادية والاجتماعية للسلطنة ملائمة لهذا التحول؟\" كما تم استعراض ملاحظات المعارضين والمؤيدين للمشروع لعينة ‏من القطاع الخاص.‏

\n

 

\n


التعليق:‏

\n

 

\n


لست هنا بصدد التعليق عن محاور هذه الدراسة ونتائجها وما يمكن أن يتمخض عنها من قرار، فقد أكد رئيس إدارة ‏غرفة تجارة وصناعة عُمان أنّ رفع الدعم عن المحروقات وعلى وجه خاص الديزل كمرحلة أولى أصبح ضرورة ‏تفرضها المتغيرات والظروف الاقتصادية، وأضاف أنه ليس من صالح الحكومة والمواطن والتنمية بصورة عامة ‏الاستمرار في تقديم الدعم الحكومي للمحروقات لذا من الأهمية بمكان إعادة النظر لرفع الدعم في القريب العاجل (جريدة ‏الوطن، 4 آب/أغسطس). مما يدل على أنّ صدور قرار رفع الدعم في عُمان بات وشيكا وذلك على غرار جاراتها؛ ‏كالإمارات المتحدة التي بدأت بالفعل رفع الدعم عن أسعار المحروقات منذ مطلع الشهر الحالي، والسعودية التي وفق ‏مصادر في حكومتها تدرس تقليل دعم أسعار الوقود بشكل تدريجي، وكذلك الكويت التي انتهت من دراسة رفع الدعم، ‏وتبحث كيفية تعويض المتضررين في حالة رفع أسعار الوقود.‏

\n


إلا أن الدراسة أعلاها قد نوهت إلى نقطة تستوجب الوقوف عليها حيث أشارت إلى أنّ هناك توجها متسارعًا نحو ‏رفع الدعم عن الطاقة تقوده بعض المنظمات الاقتصادية والمالية مثل \"صندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين\"، ‏وتطرقت إلى أنّ \"المنتدى الاقتصادي العالمي\" الأخير المنعقد بالأردن في أيار/مايو 2013 أصدر توصية يحث فيها ‏الدول لرفع الدعم عن كثير من قطاعاتها، وأنّ هناك بالفعل أكثر من 20 دولة بدأت برفع الدعم عن بعض من منتجاتها ‏‏(الكهرباء، الماء، الوقود، والفحم)، كما أنّ \"صندوق النقد الدولي\" كان له دور في مساعدة بعض الدول ببرنامج خلال ‏فترات رفع الدعم. مما يدل بوضوح على أنّ رفع الدعم عن المحروقات لا يتم بقرار ذاتي من هذه الدويلات وإنما ‏بقرارات بل بإملاءات وأوامر دول الكفر ‫‏الرأسمالية‬ من خلال هذه المنظمات الواقعة تحت هيمنتها، وكل البرامج ‏والاقتراحات والتوصيات التي تصدر من هذه المؤسسات الاستعمارية إنما هي أوامر مفروضة على حكومات بلداننا ‏تنفذها بخضوع خدمة للغرب الكافر ومصالحه وليس لمصالحنا.‏

\n


إن من الواضح تماما أن هذه الدول تتصرف بالنفط وفق النظام الاقتصادي الرأسمالي وليس وفق النظام الاقتصادي ‏في الإسلام، فهذه الحكومات تبيع النفط للشركات ثم تشتري منها الإنتاج، فتبيعه لأهل البلاد بالسعر المدعوم، ثم تستكثر ‏عليهم الدعم فترفع الدعم عنهم وتزيد في الأسعار، هكذا دون أي اعتبار للأحكام الشرعية وكأن النفط والبلاد والعباد ملكها ‏الخاص. وواقع النفط أنه من الأموال العامة، لأنه من المعادن التي لا تنقطع (غير المحدودة) فينطبق عليه أنه ملكية عامة؛ ‏بمعنى أنه ملك لجميع المسلمين، وليس لأحد التصرف به إلا وفق الإقرار الشرعي، وضوابطه الفقهية، لقوله صلى الله عليه وسلم‏: «الناس ‏شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار». وقد منع الشارع من أن يحوزها فرد أو جهة أو دولة، وإنما تعنى الدولة بشأنها ‏على الوجه المطلوب فتُشرف على أعمال التنقيب والتكرير ويكون ربحها لعموم الناس نقدا وخدمات.‏

\n


وحدها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي ستضع حدا لتدخل الغرب الكافر في شؤوننا وتوقف الخضوع ‏لإملاءات منظماته الاستعمارية، وذلك بتطبيق الإسلام في جميع نواحي الحياة. وستقوم دولة الخلافة الراشدة القادمة قريبا ‏بإذن الله بالإشراف على هذه الملكية التي حبا الله بها بلاد المسلمين، حق الإشراف تنقيباً واستخراجاً، وبيعاً، وتوزيعاً ‏لعائداته على جميع رعاياها، غنيهم وفقيرهم، عربهم وعجمهم، وستتم رعاية جميع شؤونهم بما يرضي الله ويخدم ‏مصالحهم لا مصالح أعدائهم.‏

\n

 

\n

 

\n


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع