السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق محاولات ألمانيا الجارية لدمج المسلمين ما هي إلا محاولة لتكريس إخفاء عيوب الديمقراطيات الفكرية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


بث التلفزيون الألماني نقلا حيا ومباشرا لصلاة العيد من مسجد في بلدة قريبة من ميونخ، في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد. وقد عُرضت الصلاة التي كانت يوم الجمعة في تمام الساعة 4:45 صباحا بالتوقيت المحلي من مسجد بينزبيرغ على شبكة التلفزة والإذاعة البافارية التي تعد من الشبكات الرئيسية في البلاد. وقد كان هذا النقل للصلاة جزءا من تغطية أوسع استمرت لساعتين واشتملت على الخطبة، وقراءة آيات من القرآن الكريم، وأناشيد إسلامية، وكلمات ألقاها كهنة من النصرانية الكاثوليكية والأرثدوكسية. وقبل الخطبة، صرح بنيامين إدريس الخطيب الذي أم الصلاة للجزيرة بأن ما جرى كان خطوة تاريخية بالنسبة للمسلمين في ألمانيا.

\n


وقال الداعية الألماني المقدوني المولد \"سأوصل في الخطبة رسائل إلى المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا. سأتحدث عن القيم المشتركة وسأحث فيها المجتمع في ألمانيا على الانفتاح على المسلمين وزيارة مسجدهم، كما سأحث المسلمين كذلك على الانفتاح على المجتمع في ألمانيا\".

\n


وأضاف بأن بث ما يتعلق بمناسبة العيد سيساعد الجاليات المسلمة على الشعور بمزيد من الترحيب في هذه البلاد وبأنهم جزء لا يتجزأ من ألمانيا.

\n


وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوعين فقط من حضور المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل لإفطار رمضاني، لتكون أول رئيس للحكومة يفعل ذلك، وقد صرحت أثناء الإفطار بأن الإسلام يُعد \"جزءا من ألمانيا\". وهذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها ميركل حفل إفطار كمستشار ألماني. هذا وقد أعلن المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت أيضا بأن ميركل تخطط في العام القادم لاستضافة حفل إفطار لتكون تلك المرة الأولى من نوعها لفعل ذلك. وقال زايبرت بأنه من المتوقع أن يقام الإفطار في مبنى الاستشارية وبأنه سيستضيف ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الإسلامية في ألمانيا. ووفقا لزايبرت فإن الإفطار سيصبح حدثا سنويا.

\n

 

\n

التعليق:

\n


إن على رأس التحديات التي تواجه المسلمين في ألمانيا هي الدعوة المستمرة إلى تحقيق التكامل الكامل مع المجتمع وبالتالي التخلي عن أي شكل من أشكال الهوية الإسلامية أو حرف الشباب المسلم عنها. وإن النقاشات المتكررة التي تجري من قبل الحكومة ووسائل الإعلام عن كيفية دمج المسلمين والحالة التي ذكرت من عملية نقل صلاة العيد على شبكة التلفزة والإذاعة البافارية ما هي إلا مثال على ذلك. هذه الحملة سيكون لها أثر بعيد من حيث احتواء المسلمين أفراداً ومنظمات وكذلك الأئمة في محاولة الدمج هذه. خضوع المسلمين وإذعانهم وانسياقهم وراء تبني الليبرالية والديمقراطية والقيم العلمانية تحت رقابة \"سلطة الدولة لحماية الدستور\" \"Verfassungsschutz\" بهدف منح الجنسية والذي يتضمن أن يكون هنالك التزام واضح بالديمقراطية والمساواة بين الجنسين والحقوق الأساسية واحترام رموز الدولة كل ذلك كان لأن تبنيه يعتبر شرطا لمنح المسلمين الجنسية. الحق الذي حرم منه الجيل الثاني والثالث لمن كان من أصل إسلامي ومعظم هؤلاء كانوا من الأتراك. ولذلك فإن الدولة الألمانية لِترضى بالإسلام الذي هو \"جزء من ألمانيا\" سيكون على هذا الدين الخضوع للنهج الإصلاحي. وقد أُخِذ النهج الإصلاحي للإسلام من \"فقه الأقليات\" الذي صمم على أساس جعل المكان أو الزمان والواقع مصدرا للتشريع.

\n


نحن الذين نعيش في المجتمعات الغربية نعرف وبشكل جيد العقبات والإغراءات التي وضعت وتوضع في طريقنا من أجل صرف أنظارنا وحرفنا بعيدا عن سبيل الله تعالى. إننا نتعرض وبشكل دائم للقذف بمعتقدات ومفاهيم وقيم وعادات وأخلاق غير إسلامية. كما أننا نتعرض في هذه المجتمعات الغربية وباستمرار إلى هجوم على ديننا أو على جوانب منه وبشكل يومي ما يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر في عقلية المسلمين وطريقة تفكيرهم. وهذا ينتج وبشكل طبيعي أجواء من الشعور بعقدة النقص عند المسلمين بشكل عام لدرجة أن الكثيرين منهم في نهاية المطاف لن يكون عندهم بأس في ليِّ عنق الإسلام وأحكامه من أجل جعله أكثر قبولا ومناسبة للأذواق الغربية.

\n


لذلك، فإن على مسلمي ألمانيا الثبات على دينهم في الوقت الذي يواجهون فيه هذه الحملة التي تهدف إلى دمجهم وإفساد إسلامهم وهويتهم الإسلامية عبر تلويثها بالقيم الليبرالية العلمانية بأسلوب ممنهج فيه من الليونة المخادعة ما فيه ومثال عليها الإيماءات الرمزية من المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بحضور حفل الإفطار أو البث المباشر لصلاة العيد من مسجد بينزبيرغ. وعلاوة على ذلك فإن هذا كله يحصل في البيئة التي شهدت ظهور الحركة اليمينية المتطرفة \"وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب\" والمعروفة أيضا باسم بيغيدا.

\n


﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سورة الأحقاف: 13-14]

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثريا أمل يسنا

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع