السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق عام على الحرب وما زالت غزة تحت الركام (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


مرت في الثامن من تموز/يوليو سنة كاملة منذ بدأت دولة يهود هجومها الإرهابي الذي لا يرحم \"الجرف الصامد\" ضد العزل من المسلمين الأبرياء في غزة، وقد خلفت الحرب أكثر من 2200 شهيد، بينهم نحو 550 طفل و300 امرأة، والآلاف من المصابين، وقد دمرت الحرب أيضا أكثر من 18.000 منزل، مخلفة أكثر من 108.000 شخصا من سكان غزة بلا مأوى، وها قد مر عام كامل على حمام الدم ذاك وما زال الآلاف من سكان غزة المسلمين يعيشون على أنقاض منازلهم، وفي ملاجئ مؤقتة، أو في مخيمات للأمم المتحدة متحملين المشاق والصدمة في أعقاب القصف، وفقا لوكالات المساعدات، لم يتم حتى الآن إعادة بناء ولا حتى منزل واحد مما دمر في الحرب، ويعود السبب في ذلك إلى الحصار المستمر منذ ثماني سنوات والذي يفرضه يهود بلا هوادة، فقد منع دخول مواد البناء الأساسية اللازمة لإعادة بناء منازل جديدة أو إعادة بناء عشرات المستشفيات المدمرة والمراكز الطبية والبنية التحتية الحيوية الأخرى، إلى قطاع غزة، ولذلك تبقى المشاهد المروعة في غزة، مع عشرات الآلاف من أهلها يكافحون من أجل الوصول إلى المرافق الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، حيث يتم حرمان 120.000 من أهل فلسطين من الوصول إلى شبكة المياه بسبب الضرر الحاصل وهناك محدودية في فرص الحصول على الكهرباء، وقد صرح بيير كراهنبول، مدير وكالة الغوث \"إن اليأس والحرمان، والحرمان من الكرامة الناجمة عن حرب العام الماضي والحصار هي حقيقة من حقائق الحياة بالنسبة للناس العاديين في غزة.\"

\n

 

\n

التعليق:

\n


أدت حرب العام الماضي ببساطة إلى تفاقم الكارثة الإنسانية الموجودة بالفعل في قطاع غزة والناجمة عن عقود من القهر في ظل الاحتلال من الدولة الصهيونية عديمة الرحمة، والذي تعرض المسلمون في غزة لما لا يطاق، وقد قالت شادية الصباغ، والتي تعيش حاليا في معسكر للأمم المتحدة في مخيم الشاطئ بالقرب من ساحل غزة \"لدي رغبة واحدة فقط: في البكاء\"، ويعيش المسلمون في قطاع غزة كأسرى في أكبر سجن مفتوح في العالم، محاصرين ومعزولين عن العالم، وذلك بسبب الحصار اللاإنساني من قبل كيان يهود ومصر والذي دمر اقتصاد غزة وشلّ قطاع الرعاية الصحية والبنية التحتية، وفقا لتقرير منظمة أوكسفام والذي نشر يوم 3 تموز/يوليو، فإن أكثر من 40٪ من سكان غزة عاطلون عن العمل، بما في ذلك 67٪ من شبابها وهو أعلى معدل في العالم، و80٪ هم في حاجة إلى المساعدة. وجاء في التقرير، \"إن العديد من الصناعات الرئيسية تم إقصاؤها بسبب عدم السماح بإدخال المواد الأساسية\"، في حين \"معظم إمدادات المياه غير آمنة للشرب، وهناك انقطاع للتيار الكهربائي لمدة 12 ساعة في اليوم.\" وعلاوة على ذلك فإن 30٪ من الأدوية الأساسية في غزة غير متوفرة،. ويحرم المرضى من السفر لتلقي العلاج لإنقاذ حياتهم، في حين يعمل الجراحون في كثير من الأحيان على ضوء هواتفهم المحمولة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وذلك وفقا لتوني لورنس، الرئيس السابق لمنظمة الصحة العالمية في فلسطين.

\n


وقد ركز بعض المعلقين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على كيان يهود لإنهاء هذا الحصار كوسيلة لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، ومع ذلك، هذا هو التضليل بعينه، وذلك كله أولا، بسبب انعدام الإرادة السياسية عند الحكومات الغربية، والأمم المتحدة، وحتى الأنظمة في العالم الإسلامي، لاتخاذ أي إجراء ضد الدولة اليهودية بغض النظر عن الحجم الرهيب لانتهاكاتها ضد البشرية؛ وثانيا، لأن الحاجة ليست فقط بمجرد إنهاء الحصار عن غزة بل وإنهاء الاحتلال عن كل فلسطين التي شعبها محتجز كرهائن من قبل الدولة الصهيونية الإرهابية، فكيف يمكن للمسلمين في فلسطين التمتع بيوم واحد من السلام والأمن في حين مصيرهم مرهون في أيدي دولة عديمة الرحمة والتي تملك نظاماً لا يعرف سوى لغة القتل والإجرام؟ في حين لا يزال الاحتلال يسيطر على كامل فلسطين، وشعبها دائما معرض للهجوم، وحمام الدم القادم يلوح فوق رؤوسهم، أما حربٌ أخرى فهي ببساطة مسألة وقت ليس إلا، لقد عاش أطفال غزة ثلاثة حروب في السنوات الست الماضية، وما زالوا معرضين للمزيد، وذكر تقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة والذي نشر في 6 تموز/ يوليو أن ثلاثة أرباع الأطفال الفلسطينيين يعانون من التبول اللاإرادي والكوابيس بسبب الضائقة العاطفية الشديدة، نتيجة العنف الذي تعرضوا له، فكم عليهم أن يتحملوا نفسيا وجسديا؟ وكم من الوقت سيبقى الخوف محفورا في نسيج حياتهم؟

\n


نستذكر في شهر رمضان معركة حطين والتي وقعت في ظل الخلافة في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك في عام 1187م، والتي هزم فيها القائد المغوار صلاح الدين الأيوبي الصليبيين الذين احتلوا فلسطين، وأعاد القدس لحاضنة الإسلام، وكان بعض مستشاريه نصحوه قبل المعركة بتأخير القتال لما بعد شهر رمضان إلا أن صلاح الدين أجابهم \"إن العمر قصير وإن الأجل غير مأمون، وإن ترك المغتصب يحتل شبراً واحداً من بلاد المسلمين، وفي استطاعتنا طرده أمر لا أستطيع أن أتحمل مسئوليته أمام الله\"، في الواقع، يمكننا استعادة فلسطين من السرطان الصهيوني برجال من أمثال صلاح الدين الأيوبي من خلال إعادة تأسيس الخلافة على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام، وإحلال السلام والأمن في المنطقة للمسلمين والنصارى واليهود على حد سواء.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع