الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الخلافة ليست مجرد فرض بل هي تاج الفروض والقعود عن العمل لها إثم عظيم

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


نقل موقع مصر العربية الأحد 5 تموز/يوليو 2015م، ما أتى على لسان شيخ الأزهر في حديثه للتلفزيون المصري، إن الإمامة تعني الإمام وهو الذي يقود المسلمين بعد النبي عليه الصلاة والسلام سواء سمي إماما أو خليفة، وأن أهل السنة سموه خليفة؛ لأنه خلف رسول الله، والشيعة سموه إمامًا لأن المسلمين يأتمون به كما كانوا يأتمون بالنبي الكريم، وما أشار به إلى أنها قضية خطيرة جدا، وتعد من أكثر القضايا التي افترق المسلمون على أساسها فكريا وسياسيا وجغرافيا، وأن أهل السنة أجمعوا على أن الخلافة ليست من أصول الدين، وإنما هي مسألة عملية تنظيمية بحتة، ومحل بحثها الأحكام العملية في الفقه، وهي من فروض الكفاية؛ كصلاة الجنازة، التي إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين. وتأكيده أن الإمامة ليست من أصول الاعتقاد ولا متعلقة بالإيمان أو بالكفر عند أهل السنة؛ لأن الإيمان يبنى على الاعتقاد؛ حيث إنه عمل قلبي، وليس من أعمال الجوارح.

\n

 

\n

 

\n

التعليق:

\n


نعم إن الإمام هو الذي يقود المسلمين بعد النبي عليه الصلاة والسلام وسمي خليفة لكونه يخلفه عليه الصلاة والسلام في حكم الأمة ورعايتها بوحي الله المنزل على نبيه، وهذا ما بينته السنة وطبقه الخلفاء بعد رسول الله فعنه عليه الصلاة والسلام، أنه قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ، فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ أَتَى بِغَيْرِهِ فَعَلَيْهِ إِثْمُهُ»، وهي فعلا قضية خطيرة جدا للأمة؛ إلا أنها هي التي توحدها وترفع الخلاف بين أطيافها، إذ إن رأي الإمام يرفع الخلاف، وهي ليست مجرد قضية خطيرة من قضايا الأمة، بل هي قضية الأمة المصيرية التي يجب على الأمة الحفاظ عليها حال وجودها، والعمل على إعادتها في حال زوالها، لكونها الطريقة التي بينها الشرع لكيفية تطبيقه في الداخل والخارج، ولم يقل أي من علماء المسلمين بما قلت يا شيخ الأزهر بأنها مسألة تنظيمية بحتة، فكيف تكون المسألة التنظيمية من الفروض كما أسلفت والمعلوم أن الأمور التنظيمية هي في المباحات لا في فروض العين والكفاية، ولعلك أقررت بكونها من فروض الكفاية فأين عملك وحثك للأمة على العمل لإقامتها على فرض أنها إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، رغم أن هذا ليس تعريف فرض الكفاية ففرض الكفاية لا يسقط بقيام البعض به إلا إذا أقامه هذا البعض، ويسقط الإثم عمن أقام الفرض، ولا ينال من لم يعمل لإقامة ذلك الفرض أجر العمل الذي ناله من أقاموه، كمثل صلاة الجنازة مثلا يا شيخ الأزهر، فأين أنت من العمل لفرض الكفاية الغائب عن الأمة؟!

\n


إن الخلافة ليست مجرد فرض يأثم تاركه ويثاب فاعله، إنها الكيفية الوحيدة لتطبيق أحكام الإسلام التي قد يكفر من لا يطبقها مما يجعلها في قمة الفروض الواجب تنفيذها، إذ لا يطبق الإسلام إلا بها، مما جعلها تسمى تاج الفروض، فهي في معناها تتضمن التمكين للإسلام وبسط سلطانه في الأرض بتطبيق أحكامه على المسلمين في الداخل وحمله إلى العالم كله بالدعوة والجهاد، فكيف يُحمل الإسلام وكيف يطبق بغير الخلافة يا شيخ الأزهر؟!

\n


إن محاولات التدليس والتلبيس على عموم الأمة وتمييع قضاياها المصيرية لن تجدي نفعا وقد أصبحت الخلافة رأيا عاما عند الأمة تطمح إليها وتتطلع لعودتها وتنتظر بزوغ فجرها، وما تلك المحاولات الحثيثة من علماء السلاطين لصرف الأمة عنها إلا جزءٌ من تأثير سادتهم في الغرب ورعبهم من كونها أصبحت مطلبا عاما للأمة ويقينهم من قرب عودتها على منهاج النبوة في محاولات مستمرة مستميتة لا إلى منعها ولكن إلى تأخير عودتها قدر ما يستطيعون، وإننا ندعو الأمة؛ علماء وعوام وأهل قوة ومنعة وسلطان وعلى رأسهم شيخ الأزهر وعلماؤه ولو من باب المعذرة إلى الله، إلى تبني مطلب الأمة هذا الذي يعبر عن عقيدتها خلافة على منهاج النبوة واحتضان العاملين المخلصين له، ونذكرهم بأجر العاملين الذين يصلحون ما أفسد الناس، ونذكرهم برجل كسعد بن معاذ أسلم وعاش في الإسلام سنواتٍ ستّاً استحق بها أن يهتز لموته عرش الرحمن لنصرته واحتضانه وقومه الذين أسلموا لدعوة الإسلام، فكونوا كسعد تفوزوا فوز سعد وكونوا أنصارا تنالوا منزلتهم، واعلموا أن العمل قبل إقامة الخلافة لا يستوي مع التصفيق لها حال قيامها فاختاروا مع أي فريق أنتم.

\n


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

\n

 

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع