الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) مشروع مكمل للاستعمار الغربي

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


في 6/30 صرحت وكالة أفيستا تي جي أن توقيع الخيارات النهائية للاتفاق على أطر مشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) مخطط له في نهاية تموز لعام 2015.

\n

 

\n

التعليق:

\n


مشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) هو مشروع معد لبناء خطوط إمداد الطاقة عبر آسيا الوسطى إلى أفغانستان وباكستان، امتداد خطوط الإمداد من قرغيزستان إلى طاجيكستان تقدر بـ 477كم. وامتداد خطوط الإمداد من طاجيكستان عبر أفغانستان إلى باكستان تقدر بـ 750كم. البدء بالمشروع في طاجيكستان مخطط له في عام 2015، وفي قرغيزستان في بداية 2016. وإتمام المشروع مخطط له في عام 2018. وفي إطار هذا المشروع مطروح تحقيق إمداد 1300 ميغاواط من الطاقة الكهرومائية. والتكلفة العامة للمشروع تقدر ب 1،17 مليار دولار أمريكي.

\n


النظرة الأولى قد توحي أن هذا عمل خيري يهدف لسد احتياجات 31 مليون من الشعب الأفغاني واحتياجات 190 مليوناً من أهل باكستان من الطاقة الكهربائية. ولكن الغريب في الأمر أن في أسس هذا المشروع ما زالت توجد الدول الاستعمارية إياها وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا اللتان قامتا بالحملة العسكرية على أفغانستان والعراق.

\n


في ال 12-13 من حزيران لعام 2015 في مدينة الما أتا في كازخستان تم لقاء المجموعة المشتركة للعمل في المشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000)، وقد حضرت كل الدول المشاركة. اللقاء تم بحضور الدول الاستعمارية وأدواتها مثل، مجموعة البنك العالمي، البنك الإسلامي للإنماء. الوكالة الأمريكية الدولية للإنماء (يو أس أيد)، الوكالة الحكومية الأمريكية، وزارة التعاون الدولي البريطانية، وعدة منظمات متبرعة أخرى.

\n


في ربيع عام 2014 وافق مجلس مدراء مجموعة البنك العالمي على تمويل المشروع بـ526،5 مليون دولار أمريكي، على هيئة قروض ومنح لمشروع نقل وتجارة الطاقة الكهربائية (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000). من مجموع التمويل العام المقدم من مجموعة البنك العالمي سيتم إعطاء أفغانستان 316،5 مليون دولار أمريكي على هيئة منحة، وباكستان سيتم إعطاؤها 120 مليون دولار على هيئة قرض، وقرغيزستان 45 مليون دولار على هيئة منح وقروض، وطاجيكستان 45 مليون دولار على هيئة منح.

\n


بغض النظر عن أن المحطات المولدة للطاقة، مخصصة للتجارة بالكهرباء خلال نظام (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000)، موجودة بالفعل - على سبيل المثال محطة توكتوجلسكايا الكهرومائية ومحطة نوريكسكايا الكهرومائية في طاجكستان، فبمعطيات وزارة الطاقة والمصادر المائية الطاجيكية، فإن تحقيق الجزء المناط بطاجيكستان من هذا المشروع يحتاج لأكثر من 300 مليون دولار أمريكي.

\n


جمهوريتا قرغيزستان وطاجيكستان هما دولتان من آسيا الوسطى وفيهما أعظم احتياطات من الموارد المائية على شكل ماء، والتي في كل عام تملأ فروع الأنهر من المياه الذائبة من الثلوج من الجبال. تشكل الجبال المرتفعة والتي يصل ارتفاعها إلى 7439 متراً ما يقارب ال 75% من من مساحة قرغيزستان، وكذلك الأمر تشكل الجبال التي يصل ارتفاعها إلى 7495 متراً ما يقارب الـ 93% من مساحة طاجيكستان. هذه الخصائص الطبيعية تسمح لهذه الدول بإنتاج كميات هائلة من الطاقة الكهربائية بدون جهود تذكر.

\n


وبغض النظر عن التوصل إلى كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية وتطور بناء المحطات الكهرومائية. فإن شعوب آسيا الوسطى دائما تعاني من عدم الاكتفاء من الطاقة الكهربائية سواء أكان صيفا أم شتاء. في كل دول آسيا الوسطى تقطع الكهرباء يوميا في أحد الأحياء. فعلى سبيل المثال في طاجيكستان في هذا العام حصل الغالبية العظمى من سكان الريف على الكهرباء بمعدل 8-10 ساعات في اليوم، وغير هذا فإن أسعار الكهرباء ترتفع دائما. بحسب وزارة التطوير الاقتصادي الطاجيكية فإن متوسط ارتفاع أسعار الكهرباء في العام 2014 كان 15%، وفي عام 2015 كان 12%.

\n


بناء المشروع الجديد (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) يمس بشكل مباشر كل من يقطن في مسار بناء خطوط نقل الطاقة، والدولة تعلن عن مساعدات على هيئة أموال، وإعطاء أراضٍ للسكن وغيرها. ولكن الحقيقة هي أنهم يطردون الناس إلى الشوارع حارمينهم من البيوت وأسباب العيش، فيضطر الناس للعيش عند أقاربهم أو النزوح إلى القرى الأخرى، ومن لا يوجد له أقارب له فسيبيت في الشارع.

\n


إن الجزء الأساس من بناء مشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) يقع على عاتق الدول المشاركة. وزارة الاقتصاد القرغيزية تصرح أن تمويل هذا المشروع من الممكن أن تقارب الدين العام لقرغيزستان من الحد الحرج 60% من الناتج المحلي الإجمالي.

\n


بهذا الشكل، استطاع الغرب الاستعماري أمريكا وبريطانيا استغلال الموارد الطبيعية لدول آسيا الوسطى وذلك بإنشاء المشاريع التي تعتمد على موارد تلك الدول. مهما بنوا من محطات توليد الطاقة الكهرومائية سواء في قرغيزستان أم في طاجيكستان، ومهما زادوا من إنتاج الطاقة الكهرومائية، فإن هذه الطاقة لم تصل ولن تصل لا إلى شعوب آسيا الوسطى ولا إلى شعوب جنوب آسيا.

\n


على الأغلب فإن هذه الطاقة التي سيتم نقلها بمشروع (آسيا الوسطى - جنوب آسيا 1000) عبر أفغانستان إلى باكستان والتي يحتاجها المستعمرون الغربيون للاستعمال في المصانع والمعامل التي تستغل الموارد الطبيعية هناك، والتي ستنتج منتوجات جاهزة وتشحنها بالسفن وما تحققه من إيرادات سيتم تحويله إلى البنوك الخارجية. وشعوب جنوب آسيا الوسطى والجنوبية سيبقون كما كانوا يعيشون في عوز للطاقة وسيحيون في الظلام والبرد.

\n


حل هذه المشكلة يكمن في ديننا. نحن شعوب آسيا الوسطى وجنوب آسيا مسلمون نؤمن بالله واليوم الآخر. الإسلام ديننا، والله ربنا. إن الله تعالى أرسل لنا الإسلام رحمة من عنده وأمرنا ألا نحيد عن أوامره. قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾. [النحل: 89]

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع