الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق السعودية سمسار لأمريكا في روسيا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

 

\n

الخبر:

\n


أوردت وكالات الأنباء العالمية ومنها (CNN) أن السعودية وروسيا وقعتا ست اتفاقيات استراتيجية، أبرزها اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، جاء ذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا، حيث التقى يوم الخميس 2015/6/18، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ.

\n


التعليق:

\n


تأتي زيارة المسؤول السعودي لروسيا وبعد إعلان الملك السعودي عن نيته زيارة روسيا ضمن ما أطلق عليه صفقات بين الدولتين. والحقيقة أنها صفقات بين أمريكا وروسيا تنفذها السعودية بوصفها سمسارا للعراب الأكبر. فالسعودية وافقت على تمويل صفقة شراء طائرات ميغ بقيمة 7 مليار دولار لصالح نظام السيسي، والتي كان قد أوقفها الملك عبد الله قبل وفاته. ولا شك أن هذه الصفقة هي لدعم عميل أمريكا وترسيخ نفوذها في مصر. وكذلك الاتفاق في مجال الطاقة النووية والفضاء يأتي للتغطية على مشروع إيران النووي والتي أوصلته أمريكا إلى مرحلة إنتاج السلاح النووي وجعلته أمرا واقعا بعد آخر اتفاق حول مشروع إيران النووي. وآخرها وعد السعودية بتخفيض إنتاجها إلى 10 ملايين برميل يوميا، والذي رشح دون الإعلان عنه رسميا. ولا شك أن السعودية في كل هذا تنفذ رغبات أمريكا تجاه سياستها مع روسيا. والملاحظ أن روسيا لا تزال تلعب دورا بارزا لمساعدة أمريكا في تحقيق سياستها في مناطق مختلفة من العالم. وروسيا تقدم خدماتها مقابل مصالح أغلبها مالية. وأهم الخدمات التي تقدمها روسيا لأمريكا الآن هي تلك المتعلقة بثورة سوريا منذ أكثر من أربع سنين، والحرب في اليمن، وقد تتبعها ليبيا. ولعل ما ذكره محمد بن سلمان أن السعودية لا تريد إسقاط نظام الأسد الآن يدل على أن أحد أغراض الزيارة وما رافقها من صفقات بل قل رشاوى هي لتأكيد الرغبة الأمريكية في الاستمرار باستخدام خدمات روسيا في دعم نظام بشار والحيلولة دون إسقاطه الذي بات وشيكا. فروسيا التي تأثرت كثيرا من انخفاض سعر النفط وشح مواردها المالية بدأت تتلكأ في تقديم خدماتها، فهي لا بد أن تقبض الثمن أولا متمثلا بصفقات سلاح ونووي وغيرها، ثم لا بد أن تحصل ولو على وعد بتخفيض إنتاج السعودية للنفط مقدمة لرفع سعره.

\n


والحاصل أن أمريكا منهمكة في جبهات كثيرة في بلاد المسلمين وكلها تنذر بزوال النفوذ الأمريكي وتبشر ببزوغ نظام جديد، خلافة على منهاج النبوة، تطيح بعملاء أمريكا في المنطقة، وتستعيد منها النفط أحد أهم أدواتها في الهيمنة. ولذلك فهي حريصة على أن لا تخسر دعم روسيا ومساندتها لها في تعزيز جبهاتها المختلفة. ولهذا فقد دفعت عميلتها السعودية وهي الأقدر ماليا لتمارس دور السمسار ولدفع الأجر لروسيا لتبقى مع أمريكا في حربها على الإسلام والمسلمين.

\n

 

\n

وحكام السعودية يظنون بذلك أن أمريكا ستحفظ لهم عرشهم وتحميهم من خطر الإرهاب الذي تصنعه أمريكا، وكأن شيوخهم لم يقرأوا عليهم قول الله تعالى ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾.

\n


فبدلا من إنفاق الأموال على فقراء المسلمين في رمضان، وعلى تجهيز الجيوش لتحرير فلسطين من يهود، ورفع الظلم والقتل والتهجير عن ملايين المسلمين، ينفقونها في الإثم والعدوان والمظاهرة على المسلمين. إن حكام السعودية ومثلهم حكام دول الخليج وكل حكام المسلمين قد انحازوا كليا لصف أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية. وسخروا موارد الأمة وطاقاتها لمنع الأمة من التحرر والعيش الكريم في ظل دولة الخلافة الإسلامية التي ترعى شؤونهم وتحفظ أرضهم وعرضهم وثرواتهم. ولم يبق من وشيجة ولا حتى شعرة تربط هؤلاء بالأمة ودينها، فلا سبيل إلا العمل الجاد لخلعهم وتنصيب الإمام الجنة الذي يقاتل من ورائه ويتقى به.

\n

 

\n

 

\n


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع