الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

أمريكا تقترب خطوة من تقسيم العراق ‏(مترجم)‏

بسم الله الرحمن الرحيم



الخبر:‏

\n


أقسم العديد من الشيوخ وزعماء القبائل في محافظة الأنبار العراقية يمين الولاء لتنظيم الدولة ‏الإسلامية، وهو ما يعتبر ضربة قوية للحكومة العراقية التي تكافح من أجل كبح جماح المتمردين السنة. ‏وكان قد تلا بيان التعهد بالولاء الشيخ أحمد دار الجميلي، وقال فيه بأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يأتي ‏إلى محافظة الأنبار إلا بانضمام القبائل إلى تنظيم الدولة، وقال أيضًا أنهم انضموا إلى خلافة تنظيم ‏الدولة من أجل قتال الكفار والمرتدين والشيعة، وكان هذا التطور بمثابة إشارة مقلقة للحكومة في بغداد ‏التي تصارع من أجل إبقاء البلاد متماسكة.‏

\n

 

\n

التعليق:‏

\n


بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 قامت واشنطن بتفسيخ الجيش العراقي بطريقة يستحيل ‏وحدته بعدها. وأضافت أمريكا إلى الطين بلةً بعدما بلورت دستورًا طائفيًا عام 2005 ضمنت فيه تركز ‏القوة بيد الشيعة والأكراد وتهميش السنة. وبهذا زرعت أمريكا بذرة الانقسام. وتعليقًا على ذلك الدستور ‏وقتها قال سيمون تيسدل من صحيفة الجارديان \"إن تناغم أزمة العراق يكمن في تعميق الفجوة بين ‏العرب السنة من جهة والشيعة والأكراد من جهة أخرى مما يؤدي إلى الاقتتال بينهم\".‏

\n


إن تأليب السنة على الشيعة والأكراد كان جزءاً من مخطط أكبر. كشفت المؤسسة الفكرية ‏الأمريكية ستراتفور مخططًا لتقسيم العراق قبل ستة أشهر تقريبًا من احتلاله عام 2003 وقالت:‏

\n


‏1. القسم الأكبر من العراق وهم في وسط العراق ويسكنه العرب السنة، سوف يضم إلى الأردن ‏ويشكل \"المملكة الهاشمية المتحدة\" ويحكمه ملك الأردن عبد الله الثاني. هذه المنطقة سوف تشمل بغداد، ‏التي لن تبقى العاصمة.‏

\n


‏2. منطقة الأكراد في الشمال والشمال الغربي، بما فيها الموصل وكركوك ذات آبار النفط، سوف ‏تحصل على حكم ذاتي.‏

\n


‏3. منطقة الشيعة في الجنوب الغربي، بما فيها البصرة، سوف تكون الدولة الثالثة، أو من المرجح ‏ضمها للكويت.‏

\n


منذ ذلك الوقت، قدم كثيرون خططًا مشابهة، كان من أبرزها خطة بايدن - جيلب، التي أيدها ‏الكونجرس عام 2007.‏

\n


إن وجود تنظيم الدولة الإسلامية على الساحة السياسية في العراق اليوم، يعمل على تغذية ‏الاختلافات الطائفية ويسرع في تقسيم العراق. فقد أذاعت محطة ‏CNN‏ عام 2014 مقالًا بعنوان ‏‏\"انقسام العراق إلى ثلاثة: ولم لا؟\" وتزامن المقال مع بروز تنظيم الدولة وقال التقرير \"بعد سبع سنوات ‏أصبح تقسيم العراق إلى مناطق عرقية أمرًا ممكنًا أكثر من أي وقت مضى. يسيطر تنظيم الدولة ‏الإسلامية في العراق وسوريا على معظم غرب وشمال العراق، بما فيها الموصل، بينما تسعى القيادة ‏الكردية لإجراء استفتاء لإعلان الاستقلال من جانب واحد\".‏

\n


إن ما يجعل تحقيق هذه الخطط ممكناً هو التصرفات المتناقضة من أمريكا وتنظيم الدولة. حتى ‏اليوم يتجنب تنظيم الدولة المواجهة المباشرة مع نظام الأسد، وكيان يهود وإيران، ويقوم بمواجهة ‏التنظيمات الإسلامية المقاتلة الأخرى المعارضة للأسد ومهاجمة العراقيين الأقربين على أسس عرقية.‏

\n


إن استراتيجية أوباما في كبح الأسد ووقف تقدم تنظيم الدولة مريبٌ للغاية؛ فالأسد ما زال في الحكم ‏بالرغم من تعديه بوضوح ما أطلق عليه أوباما \"الخطوط الحمراء\"، وما زال تنظيم الدولة يتحدى ‏أمريكا وحلفاءها مع ضرباتهم الجوية، ويزيد من تمدده في سوريا والعراق. بالإضافة لهذا فإن عدم ‏رغبة أمريكا في تقديم السلاح للشيعة، وفي الوقت نفسه السماح لمليشيات مدعومة من إيران، مع تولي ‏ضباط إيرانيين القيادة، الاشتباك بحرية مع تنظيم الدولة، يشتم منه رائحة النفاق. ثم إن هناك اقتراح ‏الكونجرس الأخير لتسليح السنة والأكراد لمقاومة تنظيم الدولة، مما يضع خطاً تحت طبيعة هذه ‏الإستراتيجية المشكوك فيها، ويفاقم الأوضاع المتوترة أصلًا في العراق. قال المعلق الأمريكي المحافظ ‏تشارلز كروثامر عن استراتيجية أوباما \"نحن في الشهر السابع عشر لاستراتيجية مزيفة تأمل الإدارة ‏الأمريكية فيها ألا تقع كوارث\". لذا فإنه ليس مفاجئاً أن الكثير من العراقيين مشغولو البال بشأن الخطط ‏الأمريكية لتقسيم العراق. كتبت صحيفة عراقية \"مشروع بايدن أصبح حقيقيًا والسكين تقطع أطرافنا\"، ‏وصحيفة أخرى ترسم الخريطة العراقية وحولها سلسلة حديديةً مما يرمز إلى السيطرة الأمريكية ‏وتقسيم العراق إلى ثلاث دول، سنية، وشيعية، وكردية.‏

\n


إن المسلمين في العراق يدركون أن انفصالهم المغذى من الوطنية والطائفية قد مكّن القوى ‏الخارجية ومن ينوبون عنهم من التدخل في العراق. إن الحل الوحيد لهذه الحال هو أن ينبذ المسلمون ‏في العراق اختلافاتهم المخزية، وأن يتوحدوا تحت لواء الإسلام. يقول الحق سبحانه وتعالى: ‏‏﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم ‏بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل ‏عمران: 3].‏

\n


إن المظهر السياسي والعملي لهذه الدعوة الوحدوية هي لجميع الفصائل في العراق من أجل العمل ‏لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي سوف توحد المسلمين وتدحر القوات الغازية ‏من بلادنا.‏

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي

\n

 

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع