الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الخلافة فرض لا خلاف عليه، والمخلص من يعمل لها والخائن من يعاديها ويشرعن أعمال من يحاربها

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


طالعتنا جريدة التحرير الصادرة الأربعاء 3 حزيران/يونيو 2015م، بما صرح به وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان، خلال محاضرة نظمتها أكاديمية الشرطة، إن الجهاد شُرع في الإسلام لرد الاعتداء، واصفًا أعمال الجماعات الإرهابية حسب زعمه بأنها إفساد في الأرض، ولا يحق لها إعلان الجهاد تحت أي مسمى كان إلا عن طريق القائم على أمر الدولة، وإدانته لمزاعم تلك الجماعات حول مفاهيم الخلافة والجهاد، التي يحاولون استغلال الشباب من خلالها، مؤكدًا أن هناك معالجات فقهية مختلفة حول مفهوم الخلافة، وأن بعض العلماء يرى أنها لا تصح في زماننا، وآخرون شددوا على عدم صحة أي نظام آخر غيرها، وعقب بأن كليهما على خطأ، لأن كل ما يتوافق عليه الناس من أنظمة الحكم هو صحيح في الشريعة الإسلامية ويأخذ حكم الخلافة، وقوله \"ندرس لأبنائنا الطلاب في جامعة الأزهر الأحكام الفقهية، ونعلمهم أن هناك أصولاً ثابتة وأخرى متغيرة والمتغير أكثر من الثابت، وقضية الخلافة من الأمور المتغيرة\"، مشيرًا إلى أن الخلفاء الأربعة تم اختيارهم بطرق مختلفة، ومن يتحدثون عن قضية الخلافة اليوم لا يعرفون شيئًا من الأحكام الفقهية في الشريعة الإسلامية، وتحذيره للشباب من الانخداع بأفكار تلك الجماعات التي وصفها بالمارقة، وما أفاد به أخيرا أن الأمة الإسلامية، والعربية تحديدًا، تعاني من ظهور جماعات هي في حقيقتها أذرع استعمارية مدعومة، تحاول استخدام الدين لأغراض خبيثة، والأزهر يقف لها بالمرصاد.

\n

 

\n

 

\n

التعليق:

\n


قبل أن نعرج على ما ذكره وكيل الأزهر، يجب أن يعي المسلمون أنه ليس في الإسلام رجال دين ولا كهنوت ولا مؤسسات دينية، وأن الإسلام حاربها وحرم وجودها في الأمة، وإنما عندنا علماء وفقهاء ومحدثون وكلهم بشر غير معصومين يصيبون ويخطئون، ومن هنا فإن كلام أي عالم ليس حجة بذاته، وإنما حجة بقوة دليله الشرعي الصحيح الثابت، فمثلا قول الدكتور شومان عن أن الجهاد لرد الاعتداء هو كلام ناقص وفيه تدليس على السامع المتلقي، فرد المعتدي هو من جهاد الدفع ولا يحتاج لإذن من أحد، وما يحتاج لإذن ولي الأمر الشرعي القائم على أمر الدولة هو جهاد الطلب وليس الدفع، وولي الأمر الشرعي الذي يجب أن يقوم على أمر الكنانة وكل بلاد الإسلام يجب أن يحصل على الحكم من الأمة ببيعة شرعية صحيحة وأن يكون حكمه رئاسة عامة لكل المسلمين، ويجب أن يحكم بالإسلام كاملا غير منقوص من خلال خلافة على منهاج النبوة، هذا ما نصت عليه الأدلة الشرعية يا سيادة الدكتور والتي تدعي أن العلماء اختلفوا فيها وفي أمرها، دون أن تأتي على ذكرهم أو ذكر أدلتهم، بينما النقول الكثيرة التي تصل لحد التواتر توجب على الأمة نصب خليفة واحد ولعل أبرزها ما رواه أبو هريرة في الصحيحين أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء تكثر»، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: «فوا ببيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم»، وما نقل عن كبار أهل العلم وما نقلوه ومنهم على سبيل المثال لا الحصر قول النووي \"واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يُعقَد لخليفتين في عصر واحد، سواء اتسعت دار الإسلام أم لا\" وابن كثير في تفسيره: \"فأما نَصْب إمامين في الأرض أو أكثر فلا يجوز، لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ جاءكم وأمركم جميع يريد أن يفرِّق بينكم فاقتلوه كائناً من كان»، وهذا قول الجمهور\"، وابن حزم في كتابه المحلى: \"ولا يحل أن يكون في الدنيا إلا إمام واحد، والأمر للأول بيعة\"، والقرطبي: \"فأما إقامة إمامين أو ثلاثة في عصر واحد وبلد واحد فلا يجوز إجماعاً لما ذكرنا\". ومن شذ عنهم شذ بلا بينة ولا دليل وقوله مردود عليه، أما ما يتوافق عليه الناس فهذا في شرع الديمقراطية وليس في شرع الإسلام الذي تدرسونه في الأزهر، ولا يمكن أن يأخذ حكم الخلافة التي هي حكم شرعي بينه القرآن والسنة وإجماع الصحابة يا فضيلة الدكتور، وأسلوب اختيار الخليفة لا علاقة له بالخلافة كحكم شرعي فاختلاف أساليب اختيار الخلفاء الأربعة لم يغير مفهوم الخلافة ولا واقعها، فلم نجد أحدهم أقر انفصال جزء من الأمة أو تساهل في حكم شرعي أو حكم بغير الإسلام كما يفعل من تدعوهم الآن ولاة أمر قائمين على الدولة وتطالب بطاعتهم يا فضيلة الدكتور، إن من يعرف القليل من الأحكام الفقهية لا يجرؤ على قولك هذا بأن الخلافة من الأمور المتغيرة والأمة الآن سبقتكم جميعا وصاحت وزأرت مطالبة بدولتها وخلافتها.

\n


وإننا ندعوك أنت وكل علماء الأزهر أن اركبوا مع ركب العاملين للخلافة، الغاذين السير في طريقها حتى لا تلفظكم الأمة التي أصبحت الخلافة رأيا عاما عندها وأصبح من لا يطالب بها منفصلاً عنها وليس من جنسها، قفوها لله وقفة عز تكتب لكم يوم تحشرون ولا تكتموا ما آتاكم الله من علم وبينات، كونوا في مقام العلماء الربانيين الهداة المهتدين ولا تكونوا أعوانا للظالمين مبررين لهم ومسوغين أعمالهم وغيّهم. فوالله لن ينفعوكم يوم تحشرون جميعا، بل سيكونون أسرع للبراءة منكم، وإن الخاسر الأكبر من باع دينه بدنيا غيره فلا ربح دنيا ولا آخرة، وإن أذرع المستعمرين يا فضيلة الدكتور هم من يحملون مشروع الغرب الكافر ونظامه ويسعون لشرعنته، والمخلصون هم من يحملون مشروع الأمة المنبثق عن عقيدتها خلافة على منهاج النبوة.

\n


وإننا ندعو شباب الأمة دعوة مخلصة خالصة لله أن يمعنوا النظر فيما يتلقون وأن يَزِنوا كل ما يسمعون بميزان الشرع وأن يضعوا نصب أعينهم نصرة الله ورسوله ودينه كما أرادها الله وبينها رسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يعلموا أن الإسلام نظام سياسي ومنهج حياة شامل وكامل، وأنه واجب التطبيق فورا بلا تدرج ولا تجزئة، وأن من يحمله الآن بطريقته الشرعية التي حمله بها رسولنا عليه الصلاة والسلام والتي بينتها سيرته؛ هم المخلصون ومن لا يحملها هو عدو لله ورسوله وإن قال ما قال، وإن واجبكم كشباب للأمة الذين امتدحكم رسول الله أن تكونوا في طليعة العاملين لعودتها خلافة على منهاج النبوة تظل الأمة والعالم كله بعدل الإسلام، فيرى الناس الإسلام مجسدا بينكم ويدخلوا في دين الله أفواجا، ونقول لكم خاب فأل عدوكم وربح بيعكم وطاب سعيكم واليوم يوم عزكم، اللهم اجعله قريبا واجعله بأيدينا.

\n


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

\n

 

\n

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع