خبر وتعليق الحكومة ليست لها عصا سحرية ولكن لها عصا قمعية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
\n
الخبر:
\n
قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب يوم الجمعة 5 حزيران/جوان 2015 إن الأحداث التي تشهدها مدينة دوز من ولاية قبلي أمر غير مقبول مهما كانت الطلبات والإشكاليات، مؤكّدا أن الدولة لن تتسامح مع ذلك وأن لها وسائلها للتعامل مع هذه الوضعيات. وحذّر من الانعكاسات السلبية لهذه الأحداث على صورة تونس عموما وعلى وضعية المنطقة، إذ قد تؤدي إلى تنامي أعداد العاطلين عن العمل.
\n
التعليق:
\n
إنّ ما يحصل في تونس اليوم شبيه جدّا بما كان يحدث أيام الثورة الأولى وهذا ما يعكس تواصل النفس الثوري لدى الناس ولكن هذه المرة بنسبة وعي أكبر وبتواجد فاعل للمخلصين الواعين يرشّدون الحراك والمطالب. ولكن يبدو أنّ رئيس الحكومة المرتبكة التي لم يعد يخفى على السواد الأعظم من الناس في تونس فشلها وضعفها، ولعل التصرفات الارتجالية المتتالية لبعض وزرائها والتي لاقت سخرية واسعة من الشباب أكبر دليل على ذلك، نعم إنّ هذا الأخير لم يقلقه حال الشباب المسلم في تونس الذي يقوده اليأس في بعض الأحيان لحرق نفسه أو للغرق في بحر عميق بحثا عمّا يسدّ به جوعته، ولا أقلقه النهب والسلب الممنهج لثروات البلاد الذي تقوده الشركات الأجنبية تحت حماية تونسية عرفت انطلاقتها منذ أيام الاستعمار الفرنسي المباشر للبلاد. نعم إنّ رئيس الحكومة لم يتحرك لا لهذا السبب أو ذاك بل ما أثار غضبه هو تحرك الشباب المؤثّر والواعي تجاه الصمت الحكومي الرهيب حيال ملف الثروات المنهوبة والتعتيم الكامل على حجم الثروة الباطنية الموجودة والدعوة إلى استعادة سلطان الأمة على ثرواتها، نعم أقلقه هذا الأمر لأنّ أسياده المستعمرين ضغطوا عليه وقد أقلقهم أمر هذا الحراك فهو يهدّد بنزع الكعكة من بين أنيابهم فتتالت اتصالاتهم وتهديداتهم حتى تهرع هذه الحكومة مهدّدة مكشّرة عن أنيابها من كونها ستلجأ إلى استعمال العصا والقوة. متى كانت لكم وسائل وأساليب في التعامل مع الناس غير الأساليب القمعية؟ فأنتم ونظامكم فُرضتم غصبا وجبرا على هذه الأمّة فهي لا تعرفكم وأنتم لا تعرفونها، الأمّة لا تحبكم وأنتم لا تحبونها، الأمّة تلعنكم وأنتم تقمعونها فكيف تكون العلاقة يا ترى؟ هل سترعى شؤونها أم ستحافظ على مصالح السفارات التي جاءت بكم إلى الحكم؟ فها هو وزير الصناعة والطاقة والمناجم زكريا حمد يصرّح يوم الخميس، أنّ بعض السفراء الأجانب بتونس قد عبّروا عن قلقهم من حملة \"وينو البترول\". وأوضح الوزير، في تصريح إعلامي، أنه بشكل يومي يتلقّى اتصالات من بعض السفراء.
\n
ها هي ذي حقيقتكم التي عهدناكم عليها من قبل أن تصلوا إلى الحكم أيام كنتم تتردّدون على السفارات فبعد أن أوفت السفارات بوعدها تجاهكم بإيصالكم إلى مناصبكم هذه ها هي اليوم تطالبكم بتنفيذ ما أوصلتكم من أجله، أن تكونوا خدما لمصالحها في تونس.
\n
فيا رئيس الحكومة يبدو أنّك لم تفقه الدرس جيدا ولم تقرأ الأحداث كما يجب إنّ هذه الأمّة لم يعد لها ما تخسره وقد ضحّت بالكثير فلن تبخل بالقليل وإنّها أصبحت ترى النصر قريباً، وملّتكم وملّت نظامكم، وإنّ عجلة التغيير لا زالت دوارة وهي لم تقف بعد، وإنّها ستأتي عليكم كما أتت على من هم أشد منكم قوة وبطشا، فتدبّروا قبل أن يأتي يوم ولات حين مندم. عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَل، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ عليه الصلاة والسلام يَقُولُ: «خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً فِي الدِّينِ فَلَا تَأْخُذُوهُ، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ؛ يَمْنَعْكُمُ الْفَقْرَ وَالْحَاجَةَ، أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ».
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم - تونس