خبر وتعليق الحنين الأمريكي إلى الدكتاتوريات
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
نشرت مجلة \"فورين بوليسي\" الأسبوع الماضي مقالا للكاتب روبرت كابلان بعنوان \"حان وقت إعادة الإمبريالية إلى الشرق الأوسط\". وقد دافع عن نفسه في مقالته هذه بإشارته إلى مقالة أخرى نشرها في \"ذي أتلانتيك\"، هذا الأسبوع، بعنوان \"فن تفادي الحرب\"، أبرز ما جاء فيها أن على الولايات المتحدة أن \"تلجأ لاستخدام الوكلاء حيثما تجدهم، حتى بين الأعداء\". وضرب كابلان مثالا فيما اعتبره ضرورة تعامل واشنطن مع متمردي اليمن الحوثيين، وقال: \"إذا ما أراد الحوثيون، الذين تدعمهم إيران، محاربة القاعدة، فلماذا تعارض أمريكا؟\"، وأضاف: \"إذا أشعل الإيرانيون مرحلة جديدة من الحرب الطائفية في العراق، فليكن ذلك من صنع أيديهم\".
\n
\n
التعليق:
\n
إذا كان كابلان المحسوب على فريق الرئيس باراك أوباما اليساري يرى عودة الإمبريالية إلى المنطقة، وإدارة الرئيس السابق جورج بوش اليميني تنادي \"بالفوضى الخلاقة\"، فهذا يعكس التفكير العام في العاصمة الأمريكية، الذي يجد غالبا طريقه إلى عقول صانعي القرار، ويساهم في صناعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
\n
وإذا ما قرأنا ما بين السطور، ندرك بأن أمريكا حقا في ورطة في الشرق الأوسط. فلا سياسة التحكم عن بعد من خلال الدكتاتوريات كانت من صالحها حيث أنتجت لهم صحوة إسلامية وأحداث 11 سبتمبر، ولا عودتها إلى الاستعمار العسكري كان من صالحها حيث أغرقها في مستنقع التقهقر السياسي والعسكري والاقتصادي، وهي الآن لا تعلم ماذا تصنع خاصة في ظل الثورات العربية، فكما قال كابلان في مقالته في \"فورين بوليسي\": \"كان الديكتاتوريون العرب في عموم المنطقة يخدمون المصالح الأمريكية، ولكن الآن، صار عددهم أقلّ..\". وفي هذا السياق، خرج علينا رامسفيلد بالأمس يوصي باحتضان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك باعتباره \"من بين عدد قليل من القادة المسلمين الذين يدعون إلى إدخال إصلاحات على التعاليم الإسلامية\".
\n
وأختم بما قاله روبرت دانين، الباحث في مركز العلاقات الخارجية، عن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط قائلا: \"ثمة حاجة لتوجه دبلوماسي يختلف عن منظور \"إما كل شيء أو لا شيء\". \"إن المنطقة الآن بحاجة للتحول من مبدأ \"حل الصراع\" إلى مبدأ \"إدارة الأزمة\".
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني - بيت المقدس