خبر وتعليق الوطنية رابطة منحطة فاسدة تفرق بين المرأة وأهلها
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
قررت المملكة العربية السعودية منح أبناء وأزواج المواطنة السعودية القادمين بتأشيرة حج أو عمرة أو زيارة، الإقامة النظامية، وذلك بعد أكثر من سنتين من صدور القرار 406 الذي يسمح لأولاد وزوج المواطنة السعودية المتزوجة من غير سعودي بالعلاج والدراسة وإدخالهم ضمن نسب السعودية وغيرها من التسهيلات. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر سعودية، أن \"القرارات السابقة لم تستثن أبناء وأزواج السعوديات من شرط المغادرة حال انتهاء تأشيرة الحج أو العمرة الممنوحة لهم، وكانوا يغادرون كحال أي أجنبي يأتي للسعودية بغرض الحج أو العمرة\". (المصدر: الخليج أونلاين).
\n
\n
التعليق:
\n
سعى الغرب الكافر باسم الوطنية إلى تفكيك وحدة الأمة بعد أن أنشأ على أنقاض دولة الخلافة دويلات قطرية هزيلة منقادة لها. فبعد أن كان المسلمون أمةً واحدةً تجمعهم دولة واحدة، لا تفرق في رعايتها لشؤون رعاياها بين مسلم وآخر، بل حتى بين المسلم وغير المسلم من رعاياها، أصبحوا متفرقين إلى مواطن سعودي وآخر أردني وثالث سوداني وذاك تركي ..إلخ. ونجمت عن تلك الوطنية المنحطة والقوانين الوضعية التي سنها عملاؤهم الحكام لتكريس كل ما يفرق بين المسلمين من وطنية وقومية وقبلية، نجمت عنها مشاكل جمة تكبد ويلاتها المسلمون في بلادنا طوال العقود الماضية..
\n
ولم تسلم من قوانين المواطنة القذرة هذه النساء الطاهرات العفيفات في السعودية وفي بلاد عربية أخرى اللاتي تعيش العديدات منهن حياة البؤس؛ يعانين من التشتت الأسري والتمييز ضد أبنائهن وأزواجهن وحرمانهن من حقوق المواطنة الكاملة، ومن العيش معا حياة أسرية مستقرة في بلادهن، ليس لشيء سوى أنهن تزوجن زواجا شرعيا يرضى عنه الخالق سبحانه وتعالى، لكنه لا يرضي الحكام الفاسدين وأنظمتهم الجائرة، وجريمتهن أنهن تزوجن ممن تسميهم القوانين الوضعية المطبقة عليهن زورا وبهتانا \"أجانب\". إن منح الإقامة لأبناء وأزواج السعوديات حاملي التأشيرات لا يعني إلغاء صفة \"الأجانب\" عنهم والنظر إليهم على أنهم رعايا مسلمون ومنحهم كامل الحقوق والواجبات التي أقرها الله لهم، بل هي محاولات يائسة من السعودية التي تدعي الالتزام بشرع الله للتقليل من الكم الهائل للمشاكل التي أنهكتها نتيجة لتطبيقها لتلك القوانين الوضعية الفاشلة على مدى عقود من الزمن.
\n
بالله عليكم كيف لمسلم يعيش في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يكون أجنبيا والحبيب عليه الصلاة والسلام خط في وثيقة المدينة: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد النبي الأمِّيِّ، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس».؟! أليس هذا ظلما ومنكرا يتوجب علينا إنكاره، كما هو واجب علينا نبذ الوطنية الفاسدة المنتنة التي من خلالها أوصل الحكام الأمة إلى الفرقة والتناحر والعداء بل والحروب بين المسلمين ووصل الحد بأن يتحالف المسلمون مع الكفار ضد إخوانهم المسلمين حفاظاً على هذه الدول الوطنية القطرية صنيعة الغرب الكافر المستعمر. أين هم علماء ومشايخ الحرمين لينكروا على حاكمهم هذا التمييز والاضطهاد في حق المسلمين؟ أين ذلك الشيخ الذي أثنى على ملكه مؤخرا بأنه \"قائد يعيش هم الوطن والمواطن، حريص على إعطاء كل ذي حق حقه، وهذه قمة العدالة التي أمر الله بها الحاكم والمحكوم، وتعيد كلمة الملك الحق إلى نصابه دون تفرقة بين كبير وصغير وقوي وضعيف\"؟! فهل جهل ذاك الشيخ وغيره من علماء السوء الذين يقتاتون من موائد الحكام على حساب أحكام الله أن مبدأ الإسلام العظيم قد حكم ببطلان الروابط القبلية والوطنية، وجعل الأساس للحقوق والواجبات العقيدة الإسلامية، وليس المواطنة والقومية والجنسية والعصبية، وجعل الرابطة بين المسلمين هي رابطة الأخوة الإسلامية: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾؟
\n
إنه لا صلاح لأمرنا اليوم إلا بما صلح به أوله؛ عودة إلى الله بصدق وتسليم أمورنا له في كل شيء، وتطبيق لأحكام الله كلها في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فنعود خير أمة أخرجت للناس، أمة واحدة من دون الناس، لا فضل فيها لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى. يقول الله عز وجل:
\n
﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد