خبر وتعليق مخيمات القهر والذل لا تؤمن العيش الكريم لأطفال ونساء المسلمين
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
أفاد مراسل الجزيرة في لبنان بأن حريقًا شب يوم الاثنين في مخيم للاجئين السوريين ببلدة المرج في البقاع شرقي لبنان، مما تسبب في مصرع شخصين على الأقل، في حين قال ناشطون إن عدد المتوفين ارتفع إلى ستة.
\n
وقال المراسل إن آخرين أصيبوا بحروق مختلفة، كما التهمت النيران ما يقرب من خمسين خيمة. وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني في حصيلة أولية إن طفلة لقيت حتفها وأصيب أربعة آخرون جراء الحريق.
\n
من جهتها، أفادت شبكة شام الإخبارية السورية بأن عدد المتوفين ارتفع إلى ستة. وكان ناشطون أكدوا مصرع طفلة وإصابة آخرين.
\n
\n
التعليق:
\n
حادثة مروعة يتداولها الإعلام كقصة لسبق صحفي دون تسليط الضوء على ما يعانيه اللاجئون في تلك المخيمات والخيم التي باتت تُعرف بخيام القهر والذل لما يعانيه أطفال ونساء وشيوخ لجأوا إليها بعدما نجحوا بالفرار من مسرح الحرب ليجدوا أنفسهم ليسوا أفضل حالًا من العالقين في مناطقهم داخل الأراضي السورية.
\n
\n
إن افتقار خيام اللاجئين إلى أبسط مقومات الحياة في كافة المناطق والبلاد التي استقبلت أعداداً كبيرة ممن فروا إليها يؤدي إلى كوارث إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، فهناك أعداد كبيرة منهم يموتون يوميًا إما لانعدام الغذاء والماء أو لغياب الرعاية الصحية اللازمة، أو لعدم صلاحية السكن فيها لتحميهم من العوامل الطبيعية المختلفة، ونضيف إلى ذلك تلاصق الخيام مع بعضها البعض وافتقارها لأبسط مقومات السلامة وهو الذي أدى إلى انتشار رقعة الكارثة الإنسانية يوم الاثنين التي أودت بحياة عدد كبير من اللاجئين وكان من بينهم طفلة صغيرة حسب مصادر بعض النشطاء.
\n
فها هي الثورة السورية قد دخلت عامها الخامس وتتفاقم معها الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم وتزداد معها معاناة أطفال ونساء أهلنا في الشام، سواء النازحون داخل بلادهم والذين بلغ عددهم أكثر من سبعة ملايين شخص معظمهم من الأطفال الذين فقدوا حقهم بالتعليم وعيش طفولتهم كما الباقين، بالإضافة إلى من يعيشون تحت الحصار وكأنهم في سجن كبير. أو هؤلاء الذين هُجروا من بلادهم إلى مخيمات الدول المجاورة في لبنان والأردن وتركيا والعراق والذين فاق عددهم عن ستة ملايين؛ إذ يشكل الأطفال نسبة 50% منهم يعيشون على ما تقدمه المنظمات الإنسانية من مساعدات من أجل شراء حاجياتهم الأساسية. ولكن رغم ذلك ينقصهم الكثير وخاصة انعدام الرعاية الصحية وضعفها في حال وُجدت، بالإضافة إلى سعي النساء اللواتي فقدن أزواجهن لمصدر رزق وتأمين المأوى الصحي واللائق لهن ولأولادهن والذي يفتقر في معظم الحالات لأبسط احتياجاتهم الأساسية كتأمين مياه صالحة للشرب.
\n
إن أحوالهم السيئة تزداد يوما بعد يوم، وتخاذل العالم لنصرتهم ووضع حد لمأساتهم يستمر أيضًا، فلا نصير ومعين لهم إلا الله. والمتتبع يرى أن أحوال الأمة الإسلامية الإنسانية هي من سيئ إلى أسوأ فهي تعيش واقعًا مأساويًا من مشرقها إلى مغربها، من تحكُّم الغرب الكافر في معيشتهم، ونهب ثرواتهم، وتقسيم بلادهم، وقتل شبابهم وتدنيس مقدساتهم، وانتهاك أعراضهم... وما يفعله حكامهم العملاء المتسلطون على رقابهم من فسادٍ وإفسادٍ، وإمعانٍ في مصِّ الدماء والإذلال، تحقيقًا لرغبات أسيادهم وأوليائهم الكفار الحاقدين على الإسلام.
\n
ولكن رغم كل ذلك فالخير موجود في أمة هي خير الأمم وستعود إلى ريادتها من جديد ليعم العدل والأمن والأمان ولتعود وحدة الأمة من جديد بدستورها القرآن الكريم ورايتها وخليفتها كما ارتضى لها خالقها أن تكون. فالمسلمون كما وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام: «أمة واحدة من دون الناس» وأيضًا «تتكافأُ دماؤهم، ويسعى بذمَّتهم أدناهم، ويُجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم».
\n
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى (أم عبد الله)