خبر وتعليق الروهينجا: مأساة أمة ترقب سبيل خلاصها... "دولة الخلافة"
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
نقلت وكالة أنباء الروهينجا بتاريخ 2015/05/31 أنّ رئيس وكالة أنباء الروهينجا عطا الله نور الإسلام أشاد بتبرع دولة قطر بمبلغ 50 مليون دولار لحكومة إندونيسيا، لتغطية تكاليف استضافتها اللاجئين الروهينجا. وقال إن هذا التبرع يأتي ترسيخًا لمبدأ التراحم الإنساني ووفقًا لمبادئ الدولة في الوقوف مع المتضررين والمظلومين والمضطهدين في كل مكان في العالم.
\n
التعليق:
\n
لقد اندلعت الأزمة الأخيرة للروهينجا سنة 2012 وتوجه بعض النشطاء السياسيين للدول المجاورة للتدخل في هذه القضية ولكنها لم تعر لهم بالًا وصرّحت بأن هذا شأن داخلي... والآن طالت الأزمة هذه الدول ولحقتها مخلّفاتها (مقابر جماعية بين تايلاند وماليزيا - قوارب عالقة في البحار...) مما اضطرّ بعضها - بعد أن كانت رافضة - لاستقبال هؤلاء العالقين وسط أمواج البحار تتقاذفهم أمواتًا وأحياءً وقد أعياهم الجوع والعطش والخوف من المصير المجهول.
\n
إندونيسيا هي من بين هذه الدول المجاورة التي تتلقى العطايا والهبات والمساعدات لتغطّي تكاليف استضافتها لإخوتها الروهينجا؟ أمر مضحك مبك أن يكون هذا حال أمة الإسلام أعضاء في جسدها يألمون وأخرى تتجاهلها ولا تمد لها العون إلا وهي تأخذ ثمنًا لذلك!!! وا مصيبتاه!! أهذا حال خير أمة؟ كيف تسمح لأعدائها أن يعملوا على بتر عضو منها؟ أليس الأجدر بهؤلاء القائمين على دول المسلمين الإسراع بوقف هذه الانتهاكات والدفاع عن هؤلاء المضطهدين بتجييش الجيوش والرد على من يسفك دم المسلمين بغير حق؟؟
\n
قال \"نور\" إنّ قضية الروهينجا \"مأساة القرن\" ولكنني أقول إنها \"مأساة أمة\" تشتّتت أوصالها وتفكّكت أعضاؤها وأصيبت بأمراض وعلل لن تشفى منها إلّا إذا توحّدت أعضاؤها وتجمّعت أوصالها وبحثت عن الحل في عقيدتها ولفظت غيرها من العقائد والنظم.
\n
هل ستُحلّ قضية الروهينجا بهذه الهبات من قطر أو من غيرها؟ إثر هذه المبادرات هل أصبح هؤلاء معرفة بعد أن كانوا نكرة لا جنسية لهم ولا أوراق تثبت هويتهم؟ ثم لماذا تنعت هذه الهبات بأنها ترسيخ لمبدأ التراحم الإنساني ووفقًا لمبادئ الدولة في الوقوف مع المتضررين والمظلومين والمضطهدين في كل مكان في العالم؟ لماذا هذا الإصرار على تجاهل الرابطة المبدئية الإسلامية والعمل على تركيز مفاهيم غربية لا تعترف إلا بما سنته الدول الغربية، فلا فرق عند هذه الدولة المعطاءة بين الروهينجا والبوذيين إن تعلق الأمر بمضطهدين ومظلومين ومساعداتها تطال الجميع.
\n
المسلمون \"الروهينجا\" ليسوا في حاجة إلى من يُؤويهم أو إلى من يطعمهم فقط... بل هم في حاجة لمن يردّ لهم اعتبارهم ومجدهم وعزّهم فهُم من خير أمة أخرجت للناس، ولن يكون لهم ذلك إلا إذا عادت الأمة الإسلامية تقود الأمم وتنير لها الدرب بذلك يعود للمسلمين المضطهدين في كل مكان حقهم وتذود عنهم دولتهم ولا يجرؤ عليهم بوذيون ولا يهود ولا غيرهم من الحاقدين.
\n
قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26]
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زينة الصامت