الفاحشة في أعلى هرم الرأسمالية بعد إعلان عقد زواج رئيس وزراء لوكسمبورغ من صديقه
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
كشف موقع \"فرانس 24\" النقاب يوم 16 أيار/ماي 2015م عن خبر مفاده أن رئيس وزراء لوكسمبورغ \"كزافيه بيتيل\" يعقد زواجه على صديقه \"غوتيه دستيناي\" الجمعة، وقد حضر الاحتفال رئيس وزراء بلجيكا الليبرالي \"شارل ميشال\".
\n
وعلّق الموقع على الخبر بالقول \"ليصبح أول مسؤول أوروبي على هذا المستوى في الاتحاد الأوروبي يعقد زواجا مثليا.\"
\n
وعقدت الزواج رئيسة بلدية مدينة لوكسمبورغ ليدي بولفر بحضور رئيس وزراء بلجيكا الليبرالي شارل ميشال.
\n
وقال ميشال \"أتيت إلى حفل زواج صديق. هذه لحظة مهمة وكان يجب أن أكون هنا\".
\n
وتنظم إيرلندا يوم الجمعة المقبل استفتاء حول زواج المثليين الذي بات قانونيا في 17 بلدا.
\n
\n
التعليق:
\n
في شهر آذار/مارس 2014 أيضا دخل قانون زواج مثليي الجنس حيز التنفيذ ببريطانيا، وعلق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على ذلك بالقول إنها \"لحظة مهمة للبلاد\".
\n
ووقع الرئيس الفرنسي \"فرانسوا هولاند\" قبل سنة من ذلك، قانون زواج المثليين ليصبح نافذا، ولتكون فرنسا بذلك تاسع دولة في أوروبا والرابعة عشرة على مستوى العالم التي تبيح زواج المثليين.
\n
وعلّق على ذلك قائلا \"لقد اتخذت (القرار)، والآن حان الوقت لاحترام قانون الجمهورية\".
\n
وفي مطلع هذه السنة قضت محكمة الاستئناف في مدينة \"تورينو\" الإيطالية، بالاعتراف بطفل ولد في 2011 ببرشلونة، لامرأتين \"سحاقيتين\"، إحداهما إسبانية والأخرى إيطالية، بالتلقيح الصناعي، وتدوينه في السجلات الرسمية للمدينة، ومنحه الجنسية الإيطالية، والسماح له بالعيش في إيطاليا مع والدته التي انفصلت عن شريكتها الإسبانية السابقة.
\n
وهذا الحكم يمثل تراجعاً واضحاً لموقف الدولة الرسمي، الذي تلعب فيه الكنيسة الكاثوليكية، دورا كبيرا، من خلال عدم السماح بزواج المثليين، وتؤكد دائماً على أن الزواج لا يتم إلا بين رجل وامرأة.
\n
وفي أمريكا، في شهر تشرين الأول/أكتوبر من السنة الماضية أعلن وزير العدل \"إريك هولدر\" أن 32 ولاية أمريكية من أصل خمسين باتت تعترف بزواج المثليين جنسيا. وإن تهافت المشرّع البشري في تجويز هذه الآفة لا يزال مستمراً في طغيانه...
\n
تنهض الأمم بتماسك مجتمعاتها ورقي مبادئها، وإن نواة المجتمع الأولى هي الأسرة التي بها ومنها يتشكل وينمو. وإن السبيل الطبيعي لبناء الأسرة وبقاء النوع البشري هو الزواج. وإن الزواج الصحيح لتحقيق الغاية يتمثل في اجتماع الذكر بالأنثى لأجل أن ينتج من وجوده التناسل، ويحصل من أثره التكاثر في النوع الإنساني، فتوجد الأسرة وتحصل الأُبوة والبُنوّة والأُمومة في أفرادها، وتكون تركيبتها مليئة بالسكن النفسي وبالمودة والرحمة وحسن التدبير والرعاية وصلة الرّحم...
\n
وإنّ ما تتهافت وراءه أهواء مشرعي المبدأ الرأسمالي الوضعي قد أنتج تشويها فظيعا في النواة الأولى للمجتمع وأظهر للعلن التفسخ الأسري والاضمحلال الخلقي وانعدام أبسط معاني الترابط والتراحم والمسؤولية...
\n
وقد برزت للسطح إحصائيات مخيفة عن تفسّخ حال الأسر الغربية، وتعالت الأصوات من هيئات ومنظمات ومراقبين بتدارك الوضع قبل انهيار المجتمعات بأكملها.
أمّا واقع حال المجتمعات الرأسمالية كما نعيشه ونلاحظه بأم أعيننا فهو إلى زوال وانكسار واضمحلال بسبب فساد المبدأ القائم عليها أولا، وثانيًا، بسبب غياب الرؤية الواضحة والصحيحة في معالجة المشكلة لدى القادة والسياسيين والمطلعين فيها.
\n
وإلى أن يحين أمر الله وتحرر أمة الإسلام وتستأنف حياتها الإسلامية وتحمل الإسلام رسالة خير وهدى ورحمة للعالمين، فإن الإنسان الغربي سيظل تائها حائرا شقيّا، يكتوى بشرّ الرأسمالية الفاسدة، وستظل الأسر الغربية متفسخة متردية ضائعة إلى حين يأتيها نور الله فتعمّها الرحمة وتسعد بالخير فتدخل في دين الله أفواجا.
\n
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هشام الأندلسي - أوروبا