النظام الإيراني... (كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)!!
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
اعتقلت الشرطة الإيرانية عشرات الأكراد في مدينة مهاباد خلال المظاهرات التي أسفرت، وفق بعض التقارير، عن مقتل وإصابة العشرات في اليومين الماضيين. وقال ناشطون: إن المظاهرات اندلعت في المدينة، ذات الأغلبية الكردية، عقب مقتل فتاة كردية خلال محاولتها الهرب من رجل كان يعتزم اغتصابها. واتهم الناشطون الأكراد الشرطة بقمع المتظاهرين، الذين كانوا يطالبون بمحاسبة المسؤول عن موت الفتاة، مما أدى إلى سقوط سبعين شخصًا، بين قتيل وجريح.
\n
\n
التعليق:
\n
لقد شهدت إيران أحداثاً عدة؛ سواء أكانت داخلية أم خارجية، فلا بد لنا من الوقوف عندها لمحاولة سبر أغوار الأحداث وقراءة إلى أين تسير؟
\n
أولًا: أثبتت الأحداث أن النظام الإيراني جسد بلا رأس، أي نظام بلا مشروع سياسي، وإنما ذيل تابع، ذليل لما تمليه عليه أمريكا، وقد ظهر هذا الأمر في قضايا عدة منها: وقوفهم إلى جانب النظام الإجرامي التابع والعميل لأمريكا في الشام، وكذلك ما أدوه من خدمات لأمريكا في العراق وأفغانستان... وهذا هو السير عينه في المخطط الأمريكي باعترافات أزلام النظام. وإعطاء أمريكا الضوء لإيران باستخدام كافة الوسائل والأساليب والإمكانات لتحقيق الخطة الأمريكية. ولما وجدت أمريكا أن إيران لا تستطيع أن تقوم بالدور الموكل لها على أكمل وجه وهي تئن تحت وطأة نظام العقوبات المفروض عليها، قامت أمريكا باتخاذ ما يلزم لتقوية إمكانات إيران لتحقيق الهدف.
\n
ثانيًا: لقد استخدمت إيران المذهب الجعغري كأداة سياسية لتحقيق الدور المنوط بها مستخدمة أتباع المذهب - إلا من رحم ربي - لمحاولة الظهور بمظهر الدوله التي يحركها مذهبها، فانطلقت تصريحات بعضهم حول الدور والنفوذ والقوة الإيرانية والنظرة التاريخية لدرجة أن التصريحات كانت فظة ومستفزة لما يترتب عليها من تجييش طائفي كبير، وهو ما تريده أمريكا في حرب طاحنة في العالم الإسلامي خدمة للغرب الكافر.
\n
ثالثًا: إن مخالب إيران الفولاذية استخدمت ضد الأمة الإسلامية، وضد أبناء إيران من غير الفرس وبعض أتباع المذهب غير التابعين لولاية الفقيه، ولم تستخدم ضد الكفر أو كيان يهود أو دفاعًا أو حماية للمسلمين، وهذا جعل النقمة عليها كبيرة حتى من علماء المذهب الكبار، فقامت بقتل وسجن واعتقال عدد منهم، وفرضت الإقامة الجبرية على المخالفين لها، وهذا يدل على استخدام إيران للمذهب سياسيًا كما تريد، وليست هي كنظام جهاز لتنفيذ الإسلام ولا المذهب الجعفري، وهذا جعل انكشاف إيران أكبر، وأوضح دورها وتابعيتها للغرب الكافر، فضلًا عن سياسة التمييز الطائفي داخل إيران نفسها.
\n
رابعًا: لقد أدركت أمريكا قوة إيران وإمكاناتها من أيام نظام الشاة، فقامت بإخراج الشاة عميل بريطانيا واستبدلت به نظاما عميلا لها ضمن سلسلة كبيرة من المسلسلات الهزلية، وأدركت أمريكا أيضًا أن إظهار إيران بمظهر النظام الطائفي وسياسة الطائفية سينقذها في حالات قادمة؛ لذا حافظت على هذا النظام، ولم تسمح لأحد أن يتخطفه من بين أيديها لحين ساعة الاستخدام، وقد رأينا هذا الاستخدام بأم أعيننا في بلاد المسلمين، وظهر هذا الذل والتبعية لكل الناس إلا لمن أعمى الله بصره وبصيرته منهم.
\n
وأخيرًا نقول: إن الدور الإيراني المشبوه قد أرهقته الأحداث وأتعبته، كيف لا وحركة أمة الإسلام أكبر من دول الكفر مجتمعة؟؟ فهذه أمريكا غرقت في وحل أفغانستان والعراق، وهي بكل إمكاناتها وطاقاتها فكيف بدولة كإيران تريد أن تقتل المشروع الإسلامي بحكم الحقد التاريخي الفارسي، والعمالة للكفر؟؟
\n
إن أمة الإسلام لا تعيش إلا وهي تنحت الصخر، وتذلل الصعوبات في طريق عزتها ونهضتها، ولن يقف أمامها لا الغرب الكافر، ولا أدواته ولا عملاؤه مهما كانت قوتهم، فإرادة الأمة أكبر، وعزمها يشتد في الصعاب، ولا تزيدها الأحداث إلا قوة وهي تقرأ قوله تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾. [النساء: 104]
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ حسن حمدان \"أبو البراء\" الأردن