الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق قُبحُ الرأسمالية يدمرُ المجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


مباحثات حول إباحة امتلاك الحشيش والمخدرات البسيطة واستهلاكها:

\n


أورد برنامج التلفزيون الألماني الأول ARD يوم الأربعاء 13/05/2015 برنامجا إخباريا عن محادثات بين الأحزاب حول إباحة امتلاك المخدرات البسيطة مثل الحشيش والماريوانا وتقنين التعامل معها كطريقة للقضاء على الجريمة المتعلقة بالتهريب والاستهلاك غير المشروع.

\n


وقد أورد الخبر أن من الأسباب الداعية لهذا هو الموارد الاقتصادية العائدة على خزينة الدولة من خلال إباحة الاتجار بالمخدرات وفرض الضرائب على المستهلكين. ARD tagesschau

\n

 

\n

التعليق:

\n


مرة أخرى يطل علينا النظام الرأسمالي بوجهه القبيح الذي اسودت من ظلماته المجتمعات وأتلفت بسببه التركيبة الأسرية واستهلكت الطاقات البشرية لإشباع أطماع الثلة الرأسمالية المسيرة للنظم في الدول الرأسمالية وجشعها.

\n


فحين يعجز النظام عن معالجة شر في المجتمع يشرع قوانين تحول الشر هذا إلى خير وتحول الممنوع إلى مباح، والعكس يحصل أيضا حسب أهواء المشرعين.

\n


وليس غريبا على هذا النظام أن يجعل المسألة الرأسمالية وحسابات الربح والخسارة على سلم الاعتبارات في تحديد الخير والشر. وهو أساس تفكيره بالنفعية المادية البغيضة التي تجعل بقية القيم خارج الاعتبار مثل القيم الإنسانية والأخلاقية، ناهيك عن القيم الروحية التي ارتفعت تماما من اعتباراتهم في الحياة.

\n


هذه النفعية الكريهة التي تجعل المصلحة والتقدير الحسابي هو الأساس في اعتبار الخير والشر والإباحة والتحريم لا شك أنها تؤدي بالمجتمعات إلى الضياع لتفاوت المصالح وتقلبها، وهذا مشاهد محسوس في الغرب مهما حاول طمسه.

\n


ففي البيت الواحد نجد من اعتاد تعاطي المخدرات يرغب في إباحتها، بينما بقية أفراد العائلة الذين يعيشون في قلق دائم جراء انصراف الأب مثلا أو الولد أو حتى الأم إلى تعاطي المخدرات، وما في ذلك من تأثير شديد على البنية الأسرية، نجد أن هؤلا يرغبون في تحريم وتجريم التعاطي مع المخدرات.

\n


العملية الحسابية ظاهرة في تحليلاتهم وتعليلاتهم لهذه المباحثات، فعلى سبيل المثال تقول دراسة أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا IW أن ألمانيا يمكن أن تجني ضرائب ما بين مليارين إلى ثلاث مليارات يورو سنويا.

\n


يضاف إلى ذلك نفس القيمة تقريبا يتم إنفاقها في متابعة المهربين قضائيا وبوليسيا الأمر الذي سيسقط عند إباحتها وتقنينها. وهكذا ينظر إلى القضية من الناحية الاقتصادية بغض النظر عن بقية الاعتبارات، اللهم ما كان ذرا للرماد في العيون من مثل منع بيعها لمن هم دون سن البلوغ.

\n


أثر المخدرات السيئ في المجتمعات على الأفراد المتعاطين مباشرة أو على من يحيط بهم، أشهر من أن يناقش أو يجادل فيه، والأضرار الصحية على الإنسان لا يحتاج الطب الحديث لإثباتها.

\n


إباحة التعاطي مع المخدرات وتوفيرها في الأسواق يجعلها في متناول الأيادي دون عناء، وهذا سيزيد من أعداد المتعاطين والمدمنين، وسيساهم بشكل أكبر في تكريس إتلاف المجتمع والتركيبة الأسرية.

\n


إن الفكر الرأسمالي الذي يبيح الاستعمار من أجل المصالح ويشرع اضطهاد الشعوب كوسيلة لبلوغها ويشرع القتل والتشريد للحفاظ عليها، إن هذا الفكر هو انحطاطٌ حقيقيٌ بالإنسانية، وهو ليس جديرا بالاحترام ولا يصح أن يتخذ قدوة أو أسوة، كما يحاول البعض تسويقه في بلادنا، وخاصة في ظل الثورات التي تسعى لتغيير الأنظمة الحاكمة.

\n


فحري بهذه الأمة أن تنبذ الرأسمالية وما جرّته على البشرية من سوء العواقب وأن تحاربها، وأن ترجع إلى الله الخالق المدبر، ففي شرعه سبحانه الرحمة والأمن والأمان والرخاء والاستقرار.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة - ألمانيا

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع