الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الإسلام كفيل بعلاج أمراض أي مجتمع (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


في 2015/4/29م، نشرت \"الجريدة الروسية\" خبرًا مفاده العمل على تحضير مشروع قانون يهدف لرفع نسبة الإنجاب في المجتمع الروسي، وعلى الموقع الإلكتروني للجريدة كتب صاحب هذا المشروع ألكسندر دبرفينسكي \"نحن نريد من خلال هذا المشروع المساواة بين الزواج الرسمي والطبيعي من جهة وبين حياة الرجل والمرأة معًا بدون زواج من جهة أخرى، مبتدئين بتحديد الفترة التي بموجبها تعتبر حياة الأخلاء معًا زواجًا، فإذا ما تم الانفصال فكل الأملاك المشتراة في هذه الفترة ستقسّم مناصفةً بينهما، وستحدد المحكمة من السبب في الانفصال، لتغريمه ماديًا، فتقسّمْ الأملاك مثلًا بنسبة 30-70 أو 55-45 أو أي نسبة أخرى، تكون لصالح المتضرر من الانفصال\".

\n

 

\n

التعليق:

\n


لا شك أن تأثير القانون والرعاية الاجتماعية من قبل الدولة على حماية الأسرة ورفع نسبة الإنجاب أمر مهم، لكن الأكثر أهميةً والعامل الرئيس في ذلك هو جملة الأفكار والمفاهيم والقيم السائدة والمتحكمة في المجتمع والدافعة للناس للسير بحسبها. ويتبين بعد دراسة هذه المشكلة أن المجتمع والناس في روسيا يرون عيش الرجل مع المرأة ومعاشرتها معاشرة الأزواج أمرًا غير منكر بل على العكس فهو يسمى زورًا زواجًا مدنيًا، فالشباب لا يريدون تحمل مسؤولية زوجة وأولاد، بل تجذرت عندهم مفاهيم عن الحياة تصورها عندهم أنها للملذات والمتع الشخصية ويجب أن ننهل منها قبل فوات الأوان، وتكوين الأسرة يفوت الاستمتاع بالملذات، ولهذا السبب انخفضت نسبة الزواج، بل وازدادت نسبة الطلاق.

\n


والحل المطروح كما يحاول صاحب مشروع القرار تسويقه، يجب أن يأتي بإجبار الناس - الذين لا يريدون الزواج ويفضلون العيش مع الخليلات - على الزواج والاستمرار عليه ويكون ذلك عبر القانون بالتهديد بالمخالفات المادية، فهل من المعقول أن تُحل هذه المعضلة بهذه الطريقة السخيفة؟

\n


إن النظام الروسي لديه قابلية البحث عن أي سخافات لحل هذه المشكلة التي تهدد بقاء الشعب الروسي برمته، ولكنه لا يريد أن ينظر لحل هذه المشكلة من وجهة نظر الإسلام مع ملاحظة أن أقوى الزيجات وأمتن الأُسَر وأعلى نسبة إنجاب في العالم هي عند المسلمين، كما أن نسبة الولادة الجيدة لحد ما في روسيا نفسها هي بفضل السكان المسلمين.

\n


والأمر الصادم في ذلك أن روسيا تلاحق كل من يدعو للإسلام، وتعتبره خارجًا عن القانون، بل وتلصق بهم تهمًا كلها زورًا وكذبًا، فأين عقول هؤلاء؟ فالشعب الروسي يسير نحو التلاشي والانقراض، فما هو الدواء الشافي لهم من هذه العاقبة الوخيمة؟؟؟

\n


ومع أن الطلاق مباح في الإسلام إلا أنه يستخدم فقط عند الضرورة، متمثلًا في قوله عليه الصلاة والسلام «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» لذلك فالطلاق يعتبر آخر محطة في قطار الزواج ونهاية المطاف بعد فشل كل محاولات حفظ الأسرة وبيت الزوجية.

\n


أما ما يخص الولادات فالشعوب الغربية وكذلك الشعب الروسي، يميلون الى إنجاب طفل أو طفلين كحد أقصى، أما عند المسلمين فكثرة الأطفال هي الحالة الطبيعية امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة». ففي المجتمعات العلمانية لا يكثرون من إنجاب الأطفال بسبب المتاعب والصعاب المادية والأزمات الاقتصادية واختفاء الأمان الوظيفي....الخ، أما المسلمون فيعتقدون أن الرزاق هو الله لا أحد سواه القائل ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.

\n


وبناء على ما سبق فطالما بقي المجتمع الروسي على ما هو عليه من أفكار، ولم يغير مفاهيمه عن الحياة وعن العلاقة الزوجية بشكل خاص، وطالما الأولوية في عقله للقيم الغربية الرأسمالية فلن تستطيع أي قيود أو قوانين أن تجبر الناس على التخلي عن شهواتهم ونزواتهم. والنجاة لا تكون إلا باتباع قوانين وتشريعات خالق الإنسان، الذي يعلم ما يصلح له وما لا يصلح، القائل في كتابه الكريم ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع